أعلن ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، صلاح الحاج، أن أسعار الحبوب ارتفعت عالمياً بنسبة 45% بالمقارنة مع العام الماضي، مستطرداً أن العراق لن يواجه أزمة غذاء هذا العام (2022).
صلاح الحاج، كشف أن الجفاف أدى إلى نزوح ألف عائلة في جنوب العراق، مؤكداً ضرورة أن تكون لدى العراق خطة ستراتيجية للتعامل مع تغير المناخ.
وأضاف أن "لدى العراق 3 ملايين طن من القمح في حين تبلغ حاجته 5 ملايين طن، واشترى كميات تكفي حتى نهاية العام تقريباً"، مبيّناً أن "الحبوب متوفرة في الاسواق العالمية، لكن هناك ارتفاعاً في الأسعار يصل إلى 45% مقارنة بالعام الماضي، للعديد من الأسباب منها، الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وجائحة كورونا، وارتفاع أسعار الطاقة الذي ينعكس ارتفاعاً في كلف الشحن، وبالتالي ينعكس مباشرة على الأسعار".
واستطرد أن "هناك انخفاضاً نسبياً في أسعار الحبوب بين شهري أيار وحزيران الماضيين، يتراوح بين 2-4%، لكنه يبقى أعلى بالمقارنة مع العام الماضي".
بشأن إمكانية زيادة انتاج القمح في العراق، لفت الحاج إلى أن "هناك إمكانية لزيادة انتاج القمح محلياً للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وأرقام العام الماضي والذي سبقه مثال على ذلك"، مضيفاً أن "العراق انتج أكثر من 5.5 مليون طن من القمح لو عدنا إلى عامي 2019 و2020، وهي أكثر من حاجة البلاد للاستهلاك السنوي".
ممثل منظمة الفاو، أكد أن زيادة الانتاج ترتبط المغيرات المناخية وكميات المياه المتوفرة، مبيّناً أن "معظم انتاج العراق من القمح اعتمد على الري لعدم هطول الأمطار بالشكل الكافي وبالأوقات المطلوبة".
"تم تصنيف العراق مع الأسف، كواحدة من الدول الخمس الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية"، وفقاً للحاج، الذي لفت الى انه وعلى سبيل المثال إلى ما يحصل في الأهوار من نقص في المياه وتدهور في الأوضاع المعيشية.
الحاج نوّه إلى أن "التغير المناخي لم يعد نظرية بل واقعاً، ولابد من التعامل معه من زاوية التدخل المباشر وإعداد الخطط المتوسطة وطويلة الأمد"، كاشفاً أن "الفاو بالتعاون مع وزارة الزراعة وبدعم من الاتحاد الأوربي قدم المساعدة إلى ما يترواح بين 5 و6 الآف من مربي الجاموس في مناطق الأهوار، من خلال دعم طارئ من الأعلاف وغيرها من المواد التي تساعد على الصمود والتحمل خلال هذه الفترة الصعبة".
ولفت إلى أن المنظمة "تقوم بالتوعية حول الهدر في استهلاك المواد الغذائية، حيث تهدر كميات كبيرة من الغذاء بشكل يومي، تؤثر على الأسعار، وبالتالي هناك مسؤولية لابد من الالتفات اليها.
وكانت المنظمة قد كشفت في وقت سابق، بأن هناك نحو 4.7 مليون طن من الاغذية تهدر سنوياً في العراق، وأنها تصل الى حوالي 120 كيلوغراماً للفرد الواحد.