وكالة الإقتصاد نيوز

الحرب الروسية الاوكرانية.... هل لها بطانة اقتصادية ؟


لماذا تريد امريكا تحويل الحرب الى صراع اقتصادي؟ ولماذا ترغب روسيا ان تكون صراعا سياسيا اقليميا حدودي ؟

بلا شك ان الضحية في هذه الحرب هي الشعوب التي لا تملك من زمام امرها شيء سوى حبها أوطانها وتحكم خارجي على قرارات حكومات الوكالة لتوريط كما نعتقد بما يحدث في اوكرانيا ، ولكون الموضوع السياسي ليس من اهتمامنا سوف نركز على الجانب الاقتصادي في تحليلها .

ان تحول الفوائض الاقتصادية للدول الاوربية الى الخزانة الامريكية الذي يتنامى نتيجة الطلب المتزايد على الدولار نتيجة لارتفاع اسعار الطاقة من الغاز والمشتقات النفطية والخامات اذ ادت الحرب الى هذه الزيادة المتسارعة وارتفاع لقيمة الدولار ازاء قيمة اليورو، انخفض سعر اليورو إلى ما دون عتبة 1,02 دولار الأربعاء مسجلا أدنى مستوى له منذ العام 2002. فما هي الدوافع الحقيقية الملموسة جراء هذا التراجع في قيمة العملة الأوروبية؟! وهذا يفسر انخفاض في المستوى المعيشي في اوربا بشكل عام وعلى اختلاف نسبة الاعتمادية على الطاقة الروسية .

اذن في هذا الجانب تحقق امريكا المكاسب الاقتصادية جراء هذه الحرب وهذا الذي يفسره رفع اسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الامريكي مؤخرا من اجل المزيد من المكاسب في سياسة عرض انكماشية للدولار وتعزيز الاحتياطي الفيدرالي والثقة العالمية بالدولار اذ قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع الفائدة على الدولار بمقدار نصف نقطة مئوية «0.50%»، لتصل إلى 1%، وهي أكبر زيادة منذ عام 2000، ولم تمضي ساعات على القرار الأميركي حتى قامت عدد من البنوك المركزية التي تعوم في فلك الدولار  برفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس كنوع من التحوط الاقتصادي، هذه الخطوة فسرها كثير من المحللون الاقتصاديون ومحاولة لإنعاش الدولار أمام العملة الأوروبية اليورو والين الياباني.

على جنب آخر ارتفاع الطلب الاوربي على الغذاء الامريكي كبديل عن الحبوب والغذاء لمنطقة الحرب باتجاه الوفرة في امريكا والتي من شأنها تزيد من الحاجة الى طلب وهيمنة الدولار ، وعلى اخر ايضا بروز اهمية اكبر الى هيمنة الدولار نتيجة شعور اوربا بالتهديد وعدم الامان بمزيد من الطلب على الاسلحة ومنها دول دخلت عالم التسلح حديثا بعد ان كانت مسالمة منذ عقود طويلة مما يؤدي الى ليس نقل الفائض الاقتصادي الى امريكا بل حتى من الاصول الاقتصادية الاوربية الى امريكا ليكون قطاع الصناعات الحربية الامريكية اكثر رواجا والذي ينتعش بحالات الشعور بعدم الاستقرار و التهديد الخارجي .

وهنالك جانب اخر لايقل اهمية عن الجوانب الاخرى وهي المزيد من التحكم بالطاقة والاسعار العالمية من خلال الدول النفطية التي تعوم في فلك وهيمنة الدولار مثل اصلاح ذات البين مع فنزويلا بشروط امريكية ومحاولة استمالة دول الخليج من جعل ميناء حيفا مصدر للطاقة الخليجية الى اوربا بعد مقدمات التطبيع الخليجي مع الكيان الصهيوني ....اذن من الطرح ان الطرف الاكثر مستفيد من هذه الحرب هو الاقتصاد الامريكي والوضع الراهن الذي جعل اوربا تشعر بالضعف وهيمنة الاقتصاد الامريكي على اوربا وعودتهم الى ذاكرة مشاريع المارشال بعد عام ١٩٤٥ حيث كانت اوربا تشعر بالحاجة الى امريكا بنفس شعورها اليوم .اذن الاكثر خسارة هي منطقة اليورو والاكثر فائدة من الحرب هو الدولار الامريكي .

اما على الجانب الأخر من الصراع باتجاه الشرق اذ حققت روسيا بعض من اهدافها منها السيطرة على منفذ البحر الاسود ومنه الى الغرب والبحر المتوسط من خلال مضيق البسفور لتكون تجارتها ليس مقتصرة على منطقة اليورو في الغالب، زيادة قيمة الروبل الروسي مقابل اليورو فضلا عن الطلب على الروبل من قرار بيع الطاقة الروسية للدول الغير صديقة ب الروبل الروسي وهذا من شانه يضعف اليورو ايضا كما ان هذه الحرب اعادت الامجاد الى روسيا كقطب من اقطاب الاقتصاد والهيمنة كما ان الحرب اعادة الى روسيا مناطق واسعة من الاراضي ذات القيمة الاقتصادية الغنية بالموارد والغابات والمصانع والموانئ التي كانت قد فقدتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينات القرن الماضي ....وهنا نتسائل هل هنالك انسجام بين المصالح الاوربية والامريكية ؟ وهل يغيب الدور الامريكي عن افتعال الازمات في تجديد اقتصاده ؟

اذ نتوقع من نتائج اقتصادية تخلفها الحرب هو عزل اليورو عن العملات الاوربية المحلية بشكل تام اي لا يكون قيمة اليورو مستقرة في البلاد الاوربية ويخضع ذلك للعرض والطلب عائم بشكل تام ، فضلا عن خروج بعض الدول الاكثر تأثر بنتائج هذه الحرب من تحالف اليورو كما فعلت بريطانيا قبل سنتين كخطوة استباقية ونتوقك ان تكون المانيا وفرنسا وغيرها من الدول ذات الاقتصادات القوية نسبيا هي التي سوف تبادر اولا كما فعلت بريطانيا سابقا.


مشاهدات 1073
أضيف 2022/07/14 - 12:19 PM
تحديث 2024/04/14 - 8:24 AM

طباعة
www.Economy-News.Net