الوقود الحيوي

توجد الكثير من تقنيات الوقود الحيوي، بعضها تعتمد استخدام الميكروبات لتخمير قصب السكر أو الذرة لإنتاج الايثانول ليخلط مع البنزين حيث أكثر من ثلث وقود السيارات في البرازيل يعتمد على قصب السكر و ١٠٪ من وقود السيارات الأميركية يأتي من الذرة ولكن ذلك يأتي بكلفة باهظة من حيث تخصيص الأراضي الصالحة للزراعة واستهلاك المياه والأسمدة والمبيدات ووقود للحراثة والحصاد، لذا فهو لا يعتبر وقوداً نظيفاً رغم كون زراعته تمتص الكاربون وترجع تطلقه عند إحراقه إلا أن كميات ليست بالقليلة من الطاقه والمياه تستهلك عند زراعته، كما أن منشآت المعالجة وخزانات التخمير لإنتاج الايثانول ضخمة ومكلفة، لذا فإن أسعاره ضعف سعر البنزين وهو مستمر فقط بسبب الدعم الحكومي الذي ينتج عن لوبيات دعم المزارعين، وفي ظل الأوضاع الحالية من نقص الحبوب بسبب حرب أوكرانيا وقلة الأراضي الزراعية والمياه بسبب الاحتباس الحراري تتعالى الأصوات المطالبة بوقف دعمه لأنه يتعارض مع مفهوم الأمن الغذائي أو إعادة توجيه هذه المحاصيل لإطعام الجياع حول العالم.

أما النوع الثاني من الوقود الحيوي فهو ينتج بفعل تربية أنواع معينة من الطحالب السريعة التكاثر في أحواض مكشوفة أو مغلقة معرضة للضوء الصناعي مع ضخ كميات من الأسمدة والكبريت لتنشيط عملية التمثيل الضوئي لتنتج قواماً دهنياً شبيهاً بالمكثفات النفطية الخفيفة حيث يمكن معالجتها لإنتاج الوقود الحيوي، وهذه لا تزال نماذج بدائية للإنتاج حيث تستهلك المياه والمنشآت والطاقه أيضا، ورغم أنها أقل بصمة كاربونية من سابقتها ومنشآتها أقل ضخامه إلا أنها لا تزال غير خالية من الانبعاثات ومكلفة، حيث يكلف الوقود المستخرج منها ثلاثة أضعاف سعر الوقود المنتج في مصافي النفط، فقد تم استثمار الكثير من الأموال (عشرات الملايين من الدولارات) في السنوات الأخيرة لتطوير البحوث المرتبطة به وأشهرها ما تدعمه بها شركة بوينغ عملاق صناعة الطائرات الأميركية التي تروج لاستخدام الوقود الحيوي لطائراتها بشكل تدريجي في النصف الثاني من القرن عوضا عما يروج له منافسوها الأوربيون مصنعي أيرباص من طائرات الهيدروجين متوسطة المسافات لخفض الانبعاثات وهذا يتزامن مع تسليط الضوء دوليا على الانبعاثات الناتجة عن قطاع النقل الجوي وصعوبة تقليلها نتيجة نمو السفر للضعف بحلول عام ٢٠٥٠ مما يضاعف الانبعاثات المرتبطه به، ولكن تبقى هذه كلها في طور البحوث التي لم تصل للمستوى التسويقي والتجاري بسبب صعوبة إنشاء بنية تحتية عملاقة إضافة لاستهلاكه للكثير من الأسمدة والكبريت والمياه التي تتبخر وهذا أدى لارتفاع أسعار هذا الوقود مما يجعله غير منافس تجاريا، فقد أطلقت الكثير من وعود الانتاج لهذا الوقود التي لم تحققها الشركات الناشئة في العقد الماضي مما ادى لإفلاسها، إلا أنه حاليا يتم إنشاء مصنع لأنتاج ١٠ ألاف برميل من الوقود الحيوي المستخلص من الطحالب في ولاية كاليفورنيا الأميركية حيث يتوقع أن يبدأ العمل بحلول ٢٠٢٥، وفيما تم إحداث تقليص في أسعار هذا الوقود فمن الممكن أن يحصل على جزء من النمو على الطلب لوقود النقل خلال ٢٠ عاماً، فالنفط حسب رأيي لن يتجاوز إنتاجه العالمي ١١٠ ملايين برميل يوميا بحلول عام ٢٠٣٠ (حاليا يستهلك العالم بحدود ١٠٠ مليون برميل يوميا) وبعدها سيبدأ الإنتاج العالمي بالانخفاض تدريجيا نتيجة استنزاف الحقول وبقاء النفط الرخيص في دول غير مستقرة أو غير جاذبة للاستثمارات وهذا سيتطلب سد النقص وإبقاء قطاع النقل ينمو بانتظام حيث لا يمكن للسيارات الكهربائية أن تستحوذ على قطاع النقل بالكامل بسبب ضعف بطارياتها التي لا تدعم عمل مكائن كبيرة إضافة لقلة الاحتياطات العالمية من العناصر والمعادن النادرة التي تحتاجها البطاريات لتصنيعها مثل الليثيوم والكوبالت، لذا فالبديل سيكون الهيدروجين الأخضر المسال المنتج بطاقات نظيفة متجددة والوقود الحيوي المستخلص من الطحالب لسد النقص تدريجيا لذا فقد يستحوذ هذا النوع من الوقود على حصة صغيرة من سوق الطاقة ابتداءً من منتصف القرن.


مشاهدات 1301
أضيف 2022/06/05 - 6:12 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 14352 الشهر 65535 الكلي 7658292
الوقت الآن
الجمعة 2024/3/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير