وكالة الإقتصاد نيوز

العراق يتجه نحو ربط سككي مع 6 دول
سكك حديد


الاقتصاد نيوز ـ بغداد

في زيارته الاخيرة الى طهران، فتح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ملف مشروع الربط السككي مع ايران الذي مهد له في زيارة سابقة.

سرعان ما انقسمت الاراء ما بين مؤيد ومعارض للمشروع، فهناك فريق يقول أن الربط السككي مع دول الجوار يقلل من اهمية ميناء الفاو الكبير، وعلى النقيض يرى فريق آخر أنه سيساهم بشكل واخر بتعزيز انشطة الميناء.

وبالعودة الى الوراء، فقد اقر مجلس الوزراء، في نيسان الماضي، مشروع الربط السككي مع ايران (البصرة ـ شلامجة).

وفي حينها غرد الكاظمي قائلاً: "اكملنا اتفاقية ربط السكك الحديدية بين العراق وايران، ما سيربط العراق بشمال الصين ويخلق فرصا اقتصادية واسعة له".

ويكشف مصدر مطلع في حديثه لـ"الاقتصاد نيوز"، عن "وجود توجهات حكومية لتنفيذ مشاريع مدد سكك حديدية مع جميع الدول المجاورة، لجعل العراق ممرا ورابطا بين الغرب والشرق"، مشيرا إلى أن الربط السككي يحتاج أيضا إلى أوضاع امنية مستقرة لان أي استهداف لاحد القطارات قد يؤثر على البلد، خصوصا ان القطارات ستمر بمدن مازالت تنشط فيها مجاميع ارهابية

ويعزو ذلك الى محاولات "الحكومة بتقليل الاعتماد على الايرادات النفطية التي تشكل اكثر من 90% من ايرادات الموازنة العامة".

وزير النقل الاسبق كاظم فنجان الحمامي، يقول في حديث لـ"الاقتصاد نيوز"، إن ما تحدث به رئيس الوزراء خلال زيارته الاخيرة الى طهران لا يخرج عن اطار "المباحثات العامة" حيث "لا يوجد شيئ على ارض الواقع له علاقة بالمشروع".

ويضيف أن "بعض الدول المجاورة تبنت مشاريع سككية عملاقة كخط السكك الذي يربط ايران وتركيا وباكستان والمعروف بـ"ITI" ويعني (اسطنبول ايران اسلام اباد) ويمتد بطول 7 الآف كيلو متر".

وتسعى ايران لتنفيذ هذا المشروع لايجاد متنفس اقتصادي ومنافذ لكسر الحصار الخانق المفروض عليها من امريكا بسبب برنامجها النووي.

ويكشف الحمامي عن وجود "مفاوضات متقدمة جداً بين الصين واقليم كردستان تتعلق بمرور خط الحرير بمحافظة السليمانية ومن ثمة التوجه الى سوريا وبالتحديد مدينة اللاذقية".

وتبلغ تكلفة المشروع 150 مليون دولار الذي يعد المرحلة الاولى من مشروع اكبر يهدف الى ربط ايران بميناء اللاذقية السوري والذي تتطلع ايران لتولي ادارته على شكل استثمار طويل الاجل مقابل اسقاط ديونها على النظام السوري.

حيث تمتد السكة على طول 32 كيلو متراً وتنفذه مؤسسة المستضعفين الايرانية.

وينبه الوزير الاسبق الى أن المناطق التي يمر بها خطط سكك الحديد (بصرة ـ شلامجة) تمتاز بأرض رخوية فضلاً عن احتوئها على الغام وهو ما يزيد من صعوبة تنفيذ المشروع، ويرجح امكانية اكتفاء الجانبين بالمعابر البرية البالغ عددها 15 منفذاً.

ولا يتفق الحمامي مع فرضية تأثير مشروع الربط السككي على ميناء الفاو بل يرى أنه سيساهم بتفعيل عمل الميناء وتنشيطه.

وفي هذا الشأن يتفق الخبير الاقتصادي صفوان قصي مع الحمامي بالقول: "لا تأثير على ميناء الفاو الكبير بعد تنفيذ مشروع الربط السككي مع ايران بشرط ان يضع المفاوض العراقي شروطه التي تضع مصلحة العراق اولاً.

ويلفت في حديث لـ"الاقتصاد نيوز"، أن "العراق يسعى لرفع معدل الناتج الاجمالي المحلي من 200 مليار دولار الى 500 مليار دولار خلال السنوات القادمة".

ويضيف أ"ن مشروع الربط السككي قد يحقق رغبة ايرانية سابقة برفع نسبة التبادل التجاري بين البلدين من 12 مليار دولار الى 20 مليار دولار سنوياً".

وعن العوائد المالية من المتأتية من مشروع الربط السككي، يوضح قصي، "ترتفع مع ارتفاع حجم التبادل التجاري مع البلد الاخر".

لكن الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي، يؤكد أن "الربط السككي سيكون من مصلحة إيران والسعودية وليس العراق"، مبيناً أن العراق بعد اتمام عمليات الربط السككي مع ايران سيتحول الى "بلد عبور فقط وليس عقدة جغرافية".

ويضيف أن "العراق فقد بسبب سوء الادارة القيمة الاعتبارية والمعنوية في التوازنات الاقليمة والدولية".


مشاهدات 1862
أضيف 2021/09/29 - 1:16 PM
تحديث 2024/04/18 - 12:06 AM

طباعة
www.Economy-News.Net