العراق يرغب بتنويع استيراداته من الغاز لتشغيل محطاته الكهربائية
أثناء تشغيل الوحدة التوليدية الأولى من محطة السماوة الغازية

الاقتصاد نيوز ـ خاص

يرغب العراق، بتنويع استيراداته من الغاز الطبيعي لتشغيل محطاته الكهربائية المتوقفة، بسبب عدم اكتفاء الغاز المنتج محليا و وعدم الاعتماد على الغاز الإيراني، الذي تقوم ايران بممارسة ضغوط سياسية على الحكومة العراقية، عبر تقليل امدادات الغاز خصوصا في حكومة حيدر العبادي.

وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، احسان عبد الجبار"نحن حريصون على شراء الغاز من قطر او روسيا وكازاخستان لتشغيل المحطات الكهربائية"، مشيرا إلى أن العراق بنى محطاته الكهربائية منذ العام 2010 على وقود الغاز.

وأضاف أن المحطات الكهربائية التي تعمل بالغاز وتبلغ قدرتها الإنتاجية 20 غيغاواط تحتاج إلى 7 مليارات قدم مكعب قياسي يوميا من اجل تشغيلها، ومن المستحيل ان ينتج العراق ذلك، مشيرا إلى أنه وفق معطيات السوق النفطية واستثماراتنا، فان انتاج النفط سيصل 7-8 مليون برميل، وهذه الكمية لا تنتج اكثر من 5 مليارات قدم مكعب قياسي من الغاز المصاحب لإنتاج النفط في افضل الأحوال.

 وأشار إلى أن العراق سيبقى يستورد الغاز لتشغيل محطات الكهرباء لمدة 20 عاما، وسيقل استيراده حتى اندثار المحطات الكهربائية التي تعمل بالغاز لأننا لا نفكر ببناء محطات تعمل على الغاز، موضحا أن مليار قدم مكعب قياسي يوميا ستدخل منظومة الغاز خلال العام 2024 بفضل بناء معامل الغاز في البصرة وذي قار وميسان.

وأسس العراق في العام 2010، شركة غاز البصرة تمتلك الحكومة فيها 51٪ وشركة شل 44٪ وشركة ميتسوبيشي اليابانية 5٪، لاستثمار الغاز المصاحب في حقول الرميلة والزبير وغرب القرنة 1 وبدأ العمل في الشركة بالعام 2013، ولم تتمكن من استثمار جميع الغاز المصاحب لإنتاج النفط .

ويعتمد العراق على استيراد الغاز الإيراني، لتشغيل محطات الكهرباء في بغداد وبعض المحافظات الجنوبية، ويستورد يوميا 1.8 مليار قدم مكعب قياسي، وقامت ايران مؤخرا بتخفيض الكميات إلى اقل من 200 مليون قدم مكعب قياسي، بسبب عدم تسديد العراق لديونه البالغة 5 مليارات دولار.

من جهة أخرى، قال مدير شركة تسويق النفط العراقي "سومو"، علاء الموسوي، لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "العراق يستورد الغاز من ايران من خلال شبكة انابيب واصلة الى المحطات الكهربائية عبر شبكة النقل الوطنية التي تعد ذات تكلفة منخفضة بشكل ملحوظ مقارنة بالنقل البحري وتضمن تأمين وانسيابية وصول الغاز الى المحطات الكهربائية".

وأضاف "بدأت وزارة النفط  بالبحث عن مصادر اخرى لاستيراد الغاز من خلال المنفذ البحري بموانئ البصرة لأجل تنويع المصادر والمحافظة على انسيابية الكميات وفقاً لاحتياجات العراق من الغاز الطبيعي لضمان استقرار توفير احتياجات محطات الكهرباء في حال توقف الامدادات من اي مصدر لأي سبب كان سواء كانت من قطر او روسيا او اي مصدر اخر".

وفي مقابلة مع الاقتصاد نيوز، تحدث الناطق الرسمي باسم وزارة الكهرباء، احمد موسى، إن مجلس الطاقة الاتحادي الذي يضم وزارتي الكهرباء والنفط، حريص على حماية امن الطاقة، عبر تنويع استيرادات العراق من الغاز والكهرباء من دول الجوار، مشيرا إلى أن قيام وزارة النفط بتوفير الغاز واستيراده سيشغل الطاقة الإنتاجية لمحطات الكهرباء البالغة 34 الف ميغاواط.

ونوه إلى أن هناك بعض المحطات الغازية خارج الخدمة، بسبب عدم وجود الغاز، موضحا أن استيراد الغاز من قطر او روسيا واي دولة أخرى سينعكس إيجابا على المواطن عبر توفير الكهرباء، خصوصا ان الطلب لا يتجاوز ال29 الف ميغاواط.

وبين موسى أن استيراد العراق من الغاز من ايران حاليا 50 مليون متر مكعب قياسي يوميا، وانحسرت هذه الكميات إلى اقل من 5 ملايين متر مكعب قياسي في الفترة الماضية، مما يعني فقدان منظومة الكهرباء اكثر من 6 الاف ميغاواط، مضيفا أن وزارة الكهرباء تعمل حاليا على ربط العراق مع منظومة كهرباء دول الخليج وتركيا والأردن ومصر من اجل استيراد ما يحتاجه من كهرباء.

ونوه إلى أن تشغيل محطات الكهرباء  بالنفط الخام، مكلف جدا، اذ الميغاواط الواحدة تحتاج إلى 40 برميل نفط في اليوم، وبالتالي العراق يحتاج يوميا اكثر من 700 الف برميل لتشغيل محطات الكهرباء، وهو خيار غير مجدي اقتصاديا.

ويحتاج العراق إلى انفاق اكثر من 20 مليار دولار، لتطوير حقوله الغازية والغاز المصاحب للإنتاج، ويمتلك العراق احتياطي 125 مليار متر مكعب قياسي،  75٪ منه مصاحب لإنتاج النفط، وخصص العراق اكثر من مليار دولار في موازنة العام 2021، لاستثمار الغاز الذي يحرق في حقول النفط.

وقال رئيس اللجنة المالية النيابية، هيثم الجبوري، إن "العراق يستورد الغاز بقيمة 6 تريليونات دينار "4.1 مليار دولار" سنويا لتشغيل محطات الكهرباء، فالمشكلة الحالية ان التوسع الكبير في انتاج الكهرباء، لم يواكبه توسع في استثمار الغاز"، مضيفا أن 72٪ من الغاز المصاحب لإنتاج النفط يحرق في السماء.

ودعا الجبوري، وزارة النفط إلى دعوة الشركات العالمية إلى استثمار الحقول الغازية في الانبار وديالى، ونحن جاهزون لتخصيص الأموال في موازنة العام الحالي والمقبل لاستثمار الغاز.

في غضون ذلك، قال الخبير النفطي، حمزة الجواهري، لـ"الاقتصاد نيوز"، إن العراق لا يمتلك المنشأت المناسبة لاستيراد الغاز المسال من روسيا وكازاخستان وقطر وبالتالي هناك توجه من وزارة النفط بتأجير سفينة مختصة تقوم بتحويل الغاز من مسال إلى جاف وضخه بمنظومة الغاز لتشغيل محطات الكهرباء، مشيرا إلى أن الخيار المطروح حاليا استيراد الغاز من قطر باعتبارها قريبة على العراق، وكلفة النقل البحري تكون اقل.

ونوه إلى أن حرق الغاز سيستمر لعدة سنوات، ويحتاج إلى استثمارات اكبر، ولكن العراق لديه توجه بهذا الجانب، اما استثمار الحقول الغازية وتحديدا في المنصورية وعكاز يحتوي على صعوبات، موضحا أن الصعوبات التي توجد في استثمار حقل عكاز هو وقوعه في وادي حوران الذي يعتبر مقرا لتنظيم داعش.

وحسب المختصون، فان العراق يحتاج إلى بناء محطات بقيمة اكثر من 4 مليارات دولار لتحويل الغاز المسال إلى الغاز الطبيعي واستخدامه في محطات الكهرباء وبما ان العراق يعاني من ازمة مالية، فان امر استيراد الغاز من دول مثل روسيا وكازاخستان صعب جدا الان، وبالتالي فان العراق سيعتمد على ايران حاليا ومن ثم قطر عبر تأجير سفينة خاصة وهي مكلفة أيضا.

 


مشاهدات 2049
أضيف 2021/03/24 - 11:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 3826 الشهر 65535 الكلي 7878735
الوقت الآن
الجمعة 2024/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير