وكالة الإقتصاد نيوز

لأسواق النفط .. عام 2020 يأبى طي صفحاته بسهولة؟


في عام 2019، كان متوسط ​​سعر خام برنت 64 دولار، بينما في عام 2020 بدأ سعره قرابة 70 دولار، وانتهى العام وهو يحوم حول حاجز ال 50 دولار، بينما وصل متوسط سعره الى قرابة 42 دولار.

عندما وصل سعر خام برنت في أوائل عام 2020 قرابة 70 دولار، كان ذلك بعد أن بدأ النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين في التلاشي، وبعدها جاء تحسن في التوقعات الاقتصادية العالمية، بعد أن كان النزاع التجاري في عام 2019 العامل الأكبر وراء كل زخم هبوطي للأسعار.

2020 عاماً استثنائياً لاسواق النفط .. هل يتكرر؟

 

* شهد أكبر صدمة للطلب على النفط في التاريخ، أدت بالمنتجين من داخل منظمة أوبك وخارجها (اوبك بلس) للإتفاق على أكبر خفض لإنتاج النفط في التاريخ - 9.7 مليون برميل في اليوم - ما يعادل حوالي %10 من الإمدادات العالمية - هدفت إلى تحقيق التوازن للاسواق على المدى المتوسط وليس القصير إلى شهر ابريل من عام 2022، ومع ذلك تساءل البعض ان كانت تخفيضات اوبك+ كافية لتعويض ما كان يُقدّر بنحو 20 مليون برميل يومياً من الطلب على النفط المفقود مع بداية الجائحة.

 

وقد حقق هذا الاتفاق نجاحا تاريخيا لاوبك بتوافق منقطع النظير ومستويات عالية من الامتثال بعد مراقبته عن كثب من قبل اجتماعات لجنة المراقبة الوزارية المشتركة والتي تُعقد على أساس شهري.

 

* بدأت اسعار النفط في التدهور بشكل حاد من نهاية شهر يناير 2020 وحتى شهر "ابريل الاسود"، عندما انخفض سعر خام غرب تكساس إلى سالب 37 دولار، وانخفض سعر خام برنت إلى نحو 16 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ اواخر تسعينيات القرن الماضي. هبوط سعر WTI إلى السالب للمرة الأولى في التاريخ اثار التساؤلات عن جدوى بعض المؤشرات القياسية لاسعار النفط العالمية، والتي من ناحية سلطت الضوء على الانفصال بين العرض والطلب الأساسي في تداولات النفط المادية من جهة، ومن جهة أخرى عن تداول الأدوات المالية القائمة على النفط. لقد كانت دعوة استيقاظ لصناعة والتي تؤثر عليها عمليات المضاربين في الأسواق الآجلة بشكل اساسي.

 

* لقد عززت هيكلية الأسعار ال contango في شهر "أبريل الأسود"، عندما كانت الاسعار الفورية للعقود الآجلة أقل بكثير من الأسعار المستقبلية، مما دفع تجار النفط إلى تخزين النفط على نطاق واسع في مخزونات البر والبحر.

 

* كان سعر خام برنت يتحرك في نطاق ضيق جدا في شهر مايو (بين 30 و 35 دولار) على الرغم من ان منتجي اوبك نجحوا في خفض إنتاجهم إلى أدنى مستوى من عام 2002، وبالرغم من تخفيض 9.7 مليون برميل يومياً خلال شهري مايو و يونيو، ثم تخفيف التخفيض إلى 7.7 مليون برميل يومياً للنصف الثاني من عام 2020، تم بعدها تعديل ذلك بنجاح نهاية العام إلى 7.2 مليون برميل يومياً للربع الأول من عام 2021 ويتم تعديله وفقاً لاحتياجات السوق.

 

 * على مدى سبعة أشهر من مطلع شهر يونيو إلى مطلع شهر نوفمبر كان سعر خام برنت يحوم حول حاجز ال 40 دولار. مع مطلع نوفمبر بدأ التصاعد التدريجي على مدى سبع اسابيع حتى استطاع أن يخترق حاجز ال 50 دولار وانتقل إلى عام 2021 متماسكاً حول هذا الحاجز بفعل تحسن معنويات السوق بعد أخبار اللقاح الإيجابية، بينما لم تتغير الأساسيات.

 

حتى وان اظهرت اوبك مرونة فائقة في تعديل الانتاج وفقا لتكورات السوق، الا ان الطريق لا يزال طويلاً أمامها، حتى وان لم تُقدّم لعام 2021 ما قد قدمت لعام 2020، الا ان استمرار التوافق مهم جدا، لأن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يدعم توازن اسواق النفط على المدى القريب هو انتعاش الطلب وهذا سيحدث في النهاية بمشيئةالله، لكن شكل ذلك لا يزال يشوبه حالة كبيرة من عدم اليقين.

*  مستشار في شُؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير تسويق النفط الخام لأرامكو السعودية في آسيا والمحيط الهادئ سابقا، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا.

نقلا عن صحيفة مال الاقتصادية


مشاهدات 1199
أضيف 2021/01/04 - 2:21 PM
تحديث 2024/03/29 - 2:30 AM

طباعة
www.Economy-News.Net