بحر العلوم: اتفاق أوبك+ يكبد العراق 50 مليار دولار
حقل نفطي

الاقتصاد نيوز ـ بغداد

قدر وزير النفط الأسبق إبراهيم بحر العلوم خسائر العراق نتيجة موافقته على تخفيض تصدير نفطه لعامين وفق مؤتمر (أوبك بلاس) بـ 50 مليار دولار، معربا عن أمله بأن تكثف الحكومة الحالية ووزارة النفط جهودهما الدبلوماسية لإلغاء هذا التخفيض.

وقال بحر العلوم في تصريح أوردته صحيفة "الصباح" الرسمية واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "دول منظمة اوبك استفادت من غياب العراق من المشهد النفطي لمدة 30 عاماً بسبب الحرب، ففي تلك الفترة لم يتمكن العراق من الوصول الى مستويات الانتاج المقرر له في المنظمة، مما أدى الى حرمانه من كميات تصل الى 17 مليار برميل من طاقته الانتاجية المتاحة، عوضتها الدول الأساسية في منظمة أوبك والمتمثلة بالسعودية ودول الخليج التي استثمرت ذلك بتوسيع طاقاتها الانتاجية وتكوين طاقة فائضة تستخدم عند الحاجة وتطوير الصناعات النفطية والبتروكيمياوية، فأضحت هذه الدول بوضع نفطي واقتصادي أفضل بكثير من العراق".

وأضاف أن "العراق حُرِم من مواكبة التطورات الحاصلة في تلك الدول، وهو متأخر بمجال إنتاج النفط والصناعة النفطية طيلة عقود، وانطلق الانطلاقة الفعلية عام 2016، إذ أضحى إنتاجه يغطي حصته المقررة في أوبك مما حدا دول المنظمة على إخضاعه من جديد الى نظام الحصص في مؤتمر الجزائر".

وأشاد بدور "وزير النفط الأسبق جبار اللعيبي الذي أدار المفاوضات حينها ونجح بأن يكون التخفيض بواقع 200 ألف برميل فقط، استقطعت من النفوط المنتجة بالجهد الوطني وليس من النفوط المنتجة عن طريق جولات التراخيص".

وأشار بحر العلوم الى أن "التخفيض الأخير لـ (أوبك بلاس) كان مجحفا بالنسبة للعراق، إذ تسبب بخسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات على مدى عامين وهي المدة المقررة للتخفيض، وإن الالتزام به سيجعل موقف العراق أمام شركات جولات التراخيص ضعيفا جداً، باعتبار أن  الشركات لديها خطط لزيادة الانتاج والعراق سيكون أشبه بأنه أجبرها على تخفيض الانتاج من الحقول العاملة على استثمارها، وهذا قد يتطلب مفاوضات لا سيما أن الشركات وحسب العقود لديها طاقة انتاجية محددة، إذا أنتجت أو لم تنتج هي تأخذ أرباحا عن كل برميل، مما يؤدي الى قيام الحكومة العراقية بتسديد 30 مليون دولار شهرياً للشركات".

وبين وزير النفط الأسبق أن "الانتاج النفطي إذا خفض بمعدل مليون برميل يومياً؛ سيؤثر سلباً في إنتاج الغاز المصاحب الذي يستثمر كغاز سائل أو غاز جاف، إذ يحول الاخير الى تشغيل المحطات الكهربائية مما سيسهم في احتمالية زيادة حجم استيراده، بالرغم من المطالبة بالتوقف عن هذه الاستيرادات".

وأشار إلى أن "التخفيض وعندما قبلت به الحكومة العراقية السابقة؛ حكمت بالإعدام على الاستثمارات النفطية في العراق لمدة عامين، وبالتالي لن يفسح له المجال بأن يكون عضوا فاعلا وقويا في المنظمة بالانتاج وبالطاقة التصديرية".

وأكد بحر العلوم ضرورة أن "يسير القطاع النفطي العراقي بمسارين؛ الأول جولات التراخيص، والثاني الجهد الوطني الذي من المفترض أن تكون الفرصة متاحة لتطويره والنهوض به، وعلى هذا الأساس جاءت فكرة تأسيس شركة النفط الوطنية بأن تأخذ هذا الجانب وتطوره، وفي محصلة القول ووفق هذه المعطيات الأولية فإن خسارة العراق لا تقل عن خمسين مليار دولار طوال العامين المقبلين جراء الالتزام الكامل بتخفيض أوبك".

وكشف بحر العلوم عن اتصال وزير الطاقة السعودي رئيس لجنة مراقبة التخفيض النفطي في «أوبك» بوزير النفط الحالي، ونبهه بأن العراق في الشهر الماضي لم يلتزم بالتخفيض الثاني وكان هناك نقص يقدر بـ 450 الف برميل، وعليه يجب أن يخفض هذا الشهر وتتم إضافتها إلى التخفيض المقرر البالغ 850 الف برميل، عندئذ يجب أن يلتزم العراق بـ 850 الف برميل يوميا، إضافة الى 450 الف برميل، بمعنى أنه يجب أن يخفض مليونا و300 الف برميل هذا الشهر، ما يعنى أن العراق سيخسر مليارا و400 مليون دولار، "في الوقت الذي هو بأمس الحاجة لأي مبلغ اضافي لتوفير الرواتب"، بحسب تعبير بحر العلوم.


مشاهدات 1251
أضيف 2020/08/23 - 8:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 3286 الشهر 65535 الكلي 7895717
الوقت الآن
السبت 2024/4/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير