وكالة الإقتصاد نيوز

مقدمات إنهيار الدولار بداية نحو الإقتصاد الجديد   
د.ابراهيم الشمري


يدخل العالم إلى المرحلة ما قبل الأخيرة من الانهيار الاقتصادي الكبير وهو إنعطاف مغايير اطلق عليه الاقتصاد الجديد الذي في ضوءه ستتغير مراكز القوة الاقتصادية  في العالم  لأسباب أبرزها التطور التكنلوجي المتسارع وجائحة كورونا والكساد الاقتصادي الذي اجتاح العالم  وارتفاع الدين العالمي الى اكثر من (350) ترليون دولار بعدما بلغ الناتج القومي العالمي مايقرب من (85) ترليون دولار حيث اصبحت جميع الدول العظمى مدينة لبعضها الاخر وهذا ينذر بوقوع ازمة اقتصادية لا مفر منها ستتأثر بها دول عظمى في العالم.

ان الخوض في هذا المضمار يحتم علينا التطرق الى اتفاقية (بريتون وودز) التي تمت في الولايات المتحدة الأميركية عام (1941) و فيها ثبت سعر صرف الدولار الأميركي أمام الذهب حيث كان سعر الأوقية (35) دولار، ثم تثبيت عملات الدول أمام الدولار الأميركي، وعدم السماح لسعر صرف العملة بالتقلب أكثر من (2%) صعودًا وهبوطًا من القيمة الثابتة أمام الدولار، وبهذا يعد  النظام مشابه لمعيار الذهب ويوصف في بعض الأحيان بأنه معيار تبادل الذهب وقد فرضت بعض البلدان قيودا تجارية لحماية الاحتياطيات وأسعار الصرف، لذلك  كانت عملات معظم البلدان لا تزال غير قابلة للتحويل بشكل أساسي حتى أواخر الخمسينيات و تم إسقاط قيود الصرف وأصبح الذهب عنصرًا مهمًا في التسويات المالية الدولية، لكن قاعدة تبادل الذهب كان بها نقطة ضعف تتمثل في أنماط من الازدهار – التعسر، مع تقوية الاقتصاد قد يستورد الكثير قبل أن يقل المخزون من الذهب المطلوب لدعم العملة، نتيجة لذلك يقل تدفق الاموال وتتصاعد أسعار الفائدة ويتباطأ النشاط الاقتصادي لنقطة الركود وأدت هذه التحركات إلى عدم استقرار سعر الفوركس الذي وطده (ببرتون وودز) وفي عام (1971) تخلت الولايات المتحدة عن (برتون وودز) بحيث لا يعد من الممكن تبادل الدولار بالذهب وسيطرت قوة العرض والطلب على عملات الدول الصناعية الكبرى التي يتم تداولها الآن بحرية.

ان التطورات الاقتصادية المتعاقبة في العالم جعلت من الولايات المتحدة الاقتصاد الاول عالميا، اما اليوم فان هناك دول كثيرة تحاول تحقيق قوه اقتصادية من خلال السيطرة على مراكز الطاقة ومواكبة التطور التكنلوجي التي ادت بالولايات المتحدة باخذ خطوات غير صحيحة تؤدي بالدولار الى الانهيار عاجلا ام اجالا  من ابرزها ارتفاع سعر الذهب بشكل كبير ومستمر، واستمرار الدولار الأمريكي في الانخفاض، والنتيجة النهائية للهبوط المتزايد للدولار امام اليورو والذهب ستكون انهيار الدولار انهيارا كاملا كما انهارت من قبله عملات كثيرة عندما تهيأت الظروف لذلك.

اذ ان الآنخفاض الكبير للدولار بنسبة (40%) في العقدين الاخيرين حيث كان اسهل طريقة  لسد العجز في الولايات المتحدة هو طباعة المزيد من الدولارات وكلما ازدادت طباعة الدولار انخفضت قيمته (قدرته الشرائية)، والعجز هائل في ميزان التجارة الأمريكي لأن الاستيرادات اكثر من الصادرات وإن العجز الذي يتجاوز (3) تريليون دولار يشكل قوة ضغط كبيره على الدولار أن ارتفاع وزيادة ضخ أموال غير مغطاة بالبضائع سوف يؤدي حتما إلى زعزعة استقرار أسعار العملات، وانهيار عملات الدول الفائزة بـ "سباق طبع العملات"، بما في ذلك الدولار واليورو.

لقد كان الدولار في الماضي عملة آمنة بسبب استقراره واعتماده على قاعدة الذهب، أما اليوم فإن مالكي الدولار يعيدون حساباتهم بسبب انخفاضه المطرد وتصدع الاقتصاد الأمريكي. نعم ربما تكون هنالك  انتعاشات قصيرة لكن النتيجة النهائية ان العالم يتجة الى الافضل والاقوى وفق نظرية الانتقاء الطبيعي وهذا ما يوجهه البوصلة باتجاه (اليوان) الصيني على الارجح الذي يتوقع له قفزه مدروسة بشكل جيد وذلك بسب التحالفات الاستراتيجية الكبيرة التي تقوم بها الصين مع الهند وباكستان ودول اخرى لخلق سوق مشتركة يكون بعملة (اليوان ).

د.ابراهيم الشمري تدريسي في كلية الامام الكاظم "ع"


مشاهدات 2632
أضيف 2020/05/27 - 7:07 PM
تحديث 2024/03/28 - 10:57 PM

طباعة
www.Economy-News.Net