وكالة الإقتصاد نيوز

النقد العربي: التطورات والتحديات الراهنة تؤكد أهمية الشمول المالي
عبد الرحمن الحميدي ـ رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي. "الاقتصاد نيوز"


الاقتصاد نيوز ـ بغداد

أكد الدكتور عبدالرحمن الحميدي رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي، الاثنين، أن التطورات والتحديات الراهنة التي يمر بها العالم تؤكد أهمية الشمول المالي وتطبيقات التقنيات المالية الحديثة ما يتطلب تعزيز وعي الجمهور العربي بضرورة استخدام الأنظمة المالية الرسمية وتطبيق المدفوعات الرقمية للحفاظ على صحة وسلامة المجتمعات لاسيما في الظروف الاستثنائية الحالية.

جاء ذلك في كلمته خلال مؤتمر صحفي عُقد "عن بعد" بمناسبة اليوم العربي للشمول المالي الذي يوافق يوم 27 نيسان من كل عام وتنطلق فعالياته لهذا العام تحت شعار "نحو بناء ثقافة مالية مجتمعية تعزز الشمول المالي".

وقال المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي إن "اليوم العربي للشمول المالي" يكتسب هذا العام أهمية خاصة في ضوء انتشار فيروس كورونا المستجد حول العالم وتداعياته على اقتصادات دول العالم عموماً بما يحتم على الدول العربية التكاتف لتعزيز الوعي بضرورة استخدام الأنظمة المالية الرسمية وإجراء المدفوعات الرقمية والتقليل من الاعتماد على استخدام النقد وتفادي المراجعة الشخصية للمؤسسات المالية.

وأضاف: " تبرز أهمية قيام الدول العربية بمواكبة فعاليات اليوم العربي للشمول المالي من خلال مراجعة برامج أنشطتها في هذا الخصوص وإطلاق حملات افتراضية واسعة النطاق لتشجيع استخدام العمليات المالية الرقمية عن بعد، مع الأخذ بالاعتبار التعليمات والإجراءات والجهود الرسمية التي تقوم بها الحكومات العربية في إطار مكافحتها لتداعيات فيروس كورونا المستجد".

وأشار إلى أهمية دور الثقافة المالية التي باتت أحد أهم روافد ومتطلبات الإرتقاء بمؤشرات الشمول المالي، حيث تُعتبر أحد أهم محاور الشمول المالي، مؤكدا أن الثقافة المالية تُعد ركناً أساسياً لما يُسمى "التمويل المسؤول"، الذي يستند إلى دور المؤسسات المالية والسلطات التنظيمية، للتأكد من أن التمويل الذي يُمنح للعملاء، يكون سبباً في زيادة رفاهيتهم وليس عبئاً عليهم، ويعود بالنفع على الاقتصاد.

وفي هذا الإطار، يقوم التمويل المسؤول على توعية المستهلك المالي بشكل خاص إلى جانب التوعية المالية على المستوى الوطني ومن هنا يبرز دور التوعية المالية في زيادة الشمول المالي وحماية المستهلك المالي، بهدف تعزيز الثقة بالنظام المالي الرسمي بالتالي ضمان الاستقرار المالي.

وأشاد بجهود الدول العربية في نشر ثقافة التمويل المسؤول في العمل المصرفي، الذي تبرز أهميته في الحفاظ على الاستقرار المالي، من خلال تخفيض نسب التعثر وحماية حقوق المستهلكين الماليين وذلك من خلال قيام مزودي الخدمات المالية بتقديم منتجات تتناسب مع احتياجات عملائهم، وإجراء تقييم ائتماني دقيق للعميل بهدف اتخاذ قرار التمويل المناسب.

وأشار إلى أن العديد من الدول العربية أقدمت على إعداد استراتيجيات وبرامج وطنية لتعزيز الثقافة المالية، أكدت معظمها الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه وزارات التربية والتعليم في الثقافة المالية من خلال تضمين المناهج الدراسية ما دون الجامعية والجامعية مواد تعليمية تتعلق بالثقافة المالية لخلق جيل مثقف مالياً.

ونوّه بالاهتمام المتزايد الذي باتت تحظى به القضايا المتعلقة بتعزيز الشمول المالي والثقافة المالية من قبل صانعي السياسات في الدول العربية، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على مواجهة تحديات الفقر والبطالة وإرساء العدالة الاجتماعية، حيث يبلغ معدل البطالة بين الشباب حوالي 26 في المائة في الدول العربية، أي مايمثل ضعف المتوسط العالمي لمعدل البطالة بين الشباب.

وأوضح أن الإحصاءات الأخيرة تعكس الجهود التي بذلتها الدول العربية في تعزيز الوصول للخدمات المالية في الدول العربية، إذ تشير إلى أن نسبة السكان البالغين في الدول العربية الذين لا تتوفر لهم فرص الوصول للخدمات المالية والتمويلية الرسمية، قد تحسنت في المتوسط من نحو 29 في المائة إلى نحو 37 في المائة، ومن نحو 22 في المائة إلى 26 في المائة بالنسبة للنساء، ومن 16 في المائة إلى 28 في المائة على صعيد الفئات محدودة الدخل وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تخفي تفاوت في هذا الشأن بين الدول العربية، إلا أنها لا تزال تبرز الفرص الكبيرة الكامنة – خاصة للمؤسسات المالية والمصرفية – التي يمكن استغلالها لتعزيز الوصول للخدمات المالية في المجتمعات العربية.

وأكد  الحميدي أهمية دعم وصول المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة إلى الخدمات المالية، حيث تُعد من أهم دعائم الاقتصاد في معظم دول العالم، وكذلك من أهم مجالات خلق فرص العمل كما أن لهذه المشروعات انعكاسات إيجابية على تحسين الشمول المالي وتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي والاجتماعي، حيث إن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثل أكثر من 95 في المائة من إجمالي الشركات في أغلب دول العالم، وتعتبر أحد أهم روافد النمو الشامل والمستدام وتوفير فرص العمل وتُساهم بحوالي الثلث من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات النامية.


مشاهدات 1171
أضيف 2020/04/27 - 2:04 PM
تحديث 2024/03/28 - 11:26 AM

طباعة
www.Economy-News.Net