الحد من التعامل النقدي وفايروس كورونا

يعد نظام الدفع اساس لأقتصاد اي دولة وذلك لتواجده في مركز النشاطات الاقتصادية وبشكل عام فأن ادوات الدفع تعبر عن الطريقة التي يمكن من خلالها قيام الفرد بدفع اثمان السلع والخدمات التي يحصل عليها.

وشهد نظام الدفع العديد من التطورات بدءأً بنظام المقايضة والذي يعني تبادل سلعة محل الاخرى ولم تكن هناك اي وسيلة اخرى للتبادل ورافق هذا النظام العديد من الصعوبات مما ادى الى ابتكار وسيلة اخرى وهي النقود السلعية ثم النقود الورقية القانونية ومع تطور الحياة الاقتصادية اكثر فأكثر ادى الى ظهور ابتكار اخر وهي الشيكات ومع عصر العولمة وثورة تكنولوجيا المعلومات وظهور شبكة الانترنيت ادى الى ابتكار وسائل اكثر تطور وهي الوسائل الالكترونية وتعرف على انها مجموعة من الادوات والوسائل التي تعتمد على التقنية الالكترونية في تحويل الاموال مما يسهل عملية التبادل بطريقة سريعة وامنة وبأقل كلفة ممكنة في تسيير عمليات التبادل وتعتبر ادوات الدفع الالكتروني هي الاكثر اثارة للجدل في وقتنا الحاضر لذلك قامت معظم البنوك المركزية في الدول العربية الى احلالها محل الادوات التقليدية.

وفي العراق على وجه الخصوص لايزال اخطر مايواجه الاقتصاد العراقي هو كثرة استخدام النقد السائل لذلك فأن انتشار الادوات الالكترونية بالتأكيد ستكون لها اثار ايجابية على الاقتصاد العراقي. ولذلك قام البنك المركزي العراقي بأتباع عدة خطوات لأستحداث ادوات الدفع وتميز بأنطلاق عدة مشاريع الهدف منها التقليل من استخدام الادوات التقليدية (النقود) ومنها مشروع توطين رواتب موضفي الدولة وكذلك انتشار خدمة البطاقات بأنواعها (بطاقة الائتمان او الدائنة ، بطاقة الخصم او المدينة ، بطاقة الدفع المسبق)، وكذلك انتشار خدمة الهاتف النقال والمحافظ الالكترونية.

ولقد توقع العديد من الاقتصاديين اختفاء النقود الورقية من التداول بعد ظهور موجة الادوات الحديثة اذ اصبحت الادوات الالكترونية تهدد وجود النقود الورقية ولكن الواقع هو ان النقود بقيت هي المسيطر الرئيسي في التداول اذ لانزال نستخدم النقود السائلة في اغلب تعاملاتنة اليومية وكذلك الحال في المحلات التجارية الصغيرة ومصففي الشعر وسائق الاجرة ..الخ ولانقبل غيرها كوسيلة للسداد اذ تمثل الوسيلة الامنة والموثوقة ولكنها في الواقع ليست الحل المثالي.

وهناك مجموعة من الاسباب قد تكون هذه الاسباب هي الاساسية في عدم انتشار ادوات الدفع الالكترونية:

1ـ عدم وجود ثقافة دفع الكتروني لدى غالبية الافراد.

2ـ عدم وجود ثقافة ووعي مصرفي لدى المجتمع.

3ـ صعوبة  تقبل الافراد لهذه الادوات الحديثة واعتبارها بديل نهائي للوسائل التقليدية لذلك لايستطيع العراق التخلص من النقود بسهولة.

4ـ صغر الحملة الأعلامية للتعريف بأهمية الادوات الالكترونية.

يمكن القول ان هناك فرصة للحد من التعامل النقدي حالياً من خلال الفايروس المستجد (كورونا) ومايؤكد ذلك هوما اوضحته منظمة الصحة العالمية ان التعامل بالأوراق النقدية هو من الاسباب الرئيسية لأنتقال هذا الفايروس واكد خبراء اخرون ان  تبادل الاوراق النقدية  يمثل مصدراً لنقل جميع انواع العدوى البكتيرية والفايروسية لذلك قامت معظم بنوك العالم بتعقيم الاوراق النقدية الموجودة في ماكنات الصرف الآلي  لضمان عدم انتقال العدوى ، وكذلك نصحت منظمة الصحة العالمية بالتحول الى الدفع النقدي اللاتلامسي للحد من انتشار الفايروس. وبالتالي تعتبر هذه فرصة لزيادة الوعي والتحول نحو البطاقة الالكترونية ونشر نقاط البيع لدى المحلات بشكل موسع ولكن الامر يتطلب وجود حملة اعلامية مكثفة لنشر الثقافة الالكترونية لدى الافراد و اصحاب المحلات وحثهم وترغيبهم بالأدوات الالكترونية.

*باحثة إقتصادية

 


مشاهدات 3075
أضيف 2020/03/30 - 8:12 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 5144 الشهر 65535 الكلي 7880053
الوقت الآن
الجمعة 2024/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير