موقع لبناني: تفجر أزمة بغداد واربيل الاقتصادية وصلت شظاياها إلى بيروت ---------------------------------- الاقتصاد نيوز ـ بغداد: تفجّر الأزمة بين بغداد وأربيل وصلت شظاياها إلى بيروت، حيث أُغلق المجال الجوي بين لبنان وإقليم كردستان بطلب من الحكومة العراقية، فأعلنت شركه طيران الشرق الأوسط اللبنانية، الأربعاء 27 أيلول، وقف رحلاتها المتجهة إلى أربيل في إقليم كردستان العراق ابتداء من يوم الجمعة المقبل 29 أيلول، على أن تُتخذ إجراءات استثنائية لتأمين سفر الراغبين بالعودة من أربيل إلى بيروت، وفق المعايير المعمول بها في قطاع الطيران، بالإضافة إلى التعويض مادياً عمّن حجز تذكرة سفر وتعذر تأمين سفره. تعليق الرحلات بين لبنان وكردستان لن يثني اللبنانيين من التنقل بين بيروت وأربيل عبر مطاري البصرة وبغداد، خصوصاً أن الرحلات الداخلية بين هذين المطارين ومطار أربيل ستبقى قائمة، فالمصالح الإقتصادية والاستثمارية التي تربط لبنان وشمال العراق مستمرة منذ العام 2006 وإن واجهت العديد من المطبات، ولكن ما هو حجم الاستثمارات اللبنانية في كردستان؟ وما مدى تأثرها بالظروف المستجدة؟ يسيّر لبنان 10 رحلات جوية أسبوعية من بيروت إلى مطاري أربيل والسليمانية، 7 رحلات منها على طيران الشرق الأوسط و3 رحلات على الخطوط الجوية العراقية. ورغم أن بعض الركاب اللبنانيين يقصدون منطقة شمال العراق بهدف السياحة غير أن الغالبية العظمى منهم تربطهم علاقات اقتصادية مع الإقليم. منذ العام 2006 تاريخ مصادقة حكومة كردستان على قانون الاستثمار الذي يمنح حوافز سخية للمستثمر الأجنبي، دخل المستثمرون اللبنانيون الإقليم وأسسوا أعمالاً ومؤسسات تنوعت بين القطاعات المصرفية والسياحية والتجارية والصناعية وحتى العقارية والتربوية. عدد أفراد الجالية اللبناينة في إقليم كردستان العراق يقدّر بنحو 5000 لبناني، ولكنه يبقى رقماً غير دقيق إذ تبنى الأرقام الرسمية على أساس عدد الموظفين اللبنانيين في الشركات اللبنانية المستثمرة في الإقليم، إلا أن البعض يقدر عدد الجالية اللبنانية بنحو 15 ألف لبناني. ولكن بصرف النظر عن حجم الجالية اللبنانية في كردستان تبقى الأعمال والمؤسسات ذات الثقل الأكبر في رسم حدود العلاقة بين بيروت وأربيل، إذ يأتي ترتيب لبنان ثالثاً بين الدول الأجنبية المستثمرة في كردستان، ويوجد فيه اليوم 10 مصارف لبنانية، بينها بنك بيبلوس، فرنسبنك، بنك عودة، IBL Bank والبنك اللبناني الفرنسي. وهي من كبرى المصارف اللبنانية. وإلى جانب القطاع المصرفي هناك استثمارات سياحية لبنانية كبيرة في كردستان، لعل أبرزها فندق روتانا وفندق أرجان الذي تم افتتاحه خلال شهر أيار 2017 لمصلحة مجموعة ماليا هولدينغ اللبنانية، إلى جانب العديد من الشركات العاملة في إدارة الفنادق في كردستان. ولم يتردد المستثمرون اللبنانيون من دخول قطاع التعليم في الإقليم، إذ يوجد العديد من المدارس والجامعات ومنها الجامعة اللبنانية الفرنسية والجامعة اللبنانية الأميركية، بالإضافة إلى مدرسة تابعة لمدرسة انترناشونال سكول الشويفات. حتى قطاع النفط لم يُستثن من الاستثمارات اللبنانية إذ تعهدت شركة ميك أويل للنفط والتجارة العامة اللبنانية مشروع بناء مصفاة نفطية في كردستان، وإقامة معمل للإسمنت. إلى جانب ذلك هناك العديد من المشاريع العقارية والسياحية اللبنانية شمالي العراق ومنها القرية اللبنانية، وتاور أربيل الذي يُعرف ببزنس تاور، والعديد من الشركات الهندسية والتجارية ومنها شركة خطيب وعلمي للهندسة وشركة سانيتا اللبنانية. الاستثمارات اللبنانية في إقليم كردستان تقدر بنحو 5 مليارات دولار، وفق ما أفاد رئيس تجمع رجال وسيدات الاعمال اللبنانيين في العالم RDCL World فؤاد زمكحل، غير أنها تراجعت بشكل كبير في الفترة الماضية تزامناً مع الحرب على داعش، كما تراجع مستوى الأعمال اللبنانية في الإقليم. وإذ اقتصر هروب الاستثمارات اللبنانية من إقليم كردستان في السنوات القليلة الماضية على الاستثمارات الصغيرة والمطاعم والشركات المتوسطة، يقدّر زمكحل حجم التراجع بنحو 50 بسبب تأزم الأوضاع الأمنية في الإقليم، لافتاً إلى أن الاستثمارات اللبنانية دخلت كردستان باعتبارها بوابة العراق الإستثمارية غير أن الأزمات الأمنية المتلاحقة دفعت العديد من المستثمرين الى الإحجام عن التوسع في الإقليم. تلك الأوضاع الأمنية التي خفضت حجم الإستثمارات اللبنانية في كردستان، وصفها رئيس مجلس إدارة مجموعة ماليا هولدينغ مؤسسة فندقي روتانا وأرجان في كردستان جاك صراف، بالظروف المؤقتة، فتأزم الأوضاع الأمنية ليس مستجداً، خصوصاً أن الإقليم مر بظروف أكثر خطورة من الحالية إلا أن حجم الأعمال اللبنانية ورغم تراجعها في السنوات الماضية غير أنها تحسنت بنسبة 10 خلال العام 2017 بالمقارنة مع العام 2016. فالتسهيلات الاستثمارية التي تقدمها كردستان للمستثمر الأجنبي تجعل اللبناني يقدم على الاستمرار بالاستثمار والتوسع بأعماله فيها رغم المخاطر، يقول صراف، فإقليم كردستان يقدم تسهيلات للشركات الاستثمارية من ناحية اعفاء المستثمرين من الضرائب لمدة عشر سنوات، ويمنح أرضاً مجانية لأصحاب المشاريع الضخمة، فضلاً عن تخفيضات جمركية كبيرة واعفاءات على رسوم إدخال متطلبات المشروع واستقدام اليد العاملة. نقلا عن موقع المدن ---------------------------------- تقارير المحرر : مشاهدات : 3427 أضيف : 2017/09/28 - 11:48 AM تحديث : 2024/03/26 - 7:48 AM https://www.economy-news.net/content.php?id=9196 ---------------------------------- وكالة الإقتصاد نيوز Economy-News.Net