المشاريع المتوقفة!

ياسر المتولي

تطلق هذه الايام دعوات من بعض الوزارات والدوائر والمحافظات الى اعادة احياء وتفعيل المشاريع المتوقفة، ولكن السؤال هو : ما الاسباب وراء هذا التوقف؟.
يعزو اصحاب هذه الدعوات السبب في توقف هذه المشروعات الى عدم توفر التخصيصات المالية.. والجواب صحيح مئة بالمئة وما دامت الحكومة غير قادرة على توفير التخصيصات في الوقت الحاضر فعلام تطلق هذه الدعوات؟ .
لكننا ننظر من زاوية اخرى لاسباب التوقف لكون التخصيصات ليست سبباً وحيداً انما هناك قناعة لدى الحكومة بهذا التوقف في محاولة منها لايقاف الهدر العام باموال الدولة.. كيف؟.
لقد افرزت المرحلة السابقة العديد من الاخطاء في عملية التنفيذ المباشر للمشاريع على المستوى المحلي بسبب اختيار غير دقيق لبعض الشركات المنفذة .
من بين هذه الاسباب اختيار مقاولين حديثي العهد بالمهنة وقليلي الخبرة ساهموا في اتساع ظاهرة الفساد؛ والاهم انهم تركوا العمل بعد اصطياد مبالغ مالية وتواروا عن الانظار .
ثم ان التطورات التي طرات على تصاميم المدن سواء عن طريق استخدامات مساحات كبيرة عشوائيا قادت الى عدم الجدوى الاقتصادية لكل المشاريع المتوقفة .
وفي مثل هذه الحالة فالحكومة محقة بعدم تخصيص اموال طائلة لمشاريع محكوم عليها بالفشل المؤكد.. لذا نعتقد بان الحكومة غير مستعدة حتى بالتفكير بهذه المشاريع وخصوصا انها مثقلة بديون كبيرة للمقاولين الذين انجزوا اعمالهم على اكمل وجه.
ما المطلوب من اصحاب هذه الدعوات اذن؟
المطلوب اعادة تقييم الحاجة الفعلية من المشاريع الجديدة في ضوء معطيات المرحلة الجديدة التي ستعتمد الاستثمار الاجنبي والمحلي دون اية تخصيصات، وعليهم  اجراء مسوحات جديدة للمشاريع في ضوء واقع الحال واقتراح المشاريع المهمة وفقا للاولويات التي تلامس حاجيات المواطنين ومن ثم ترك انتظار التخصيصات لان الدولة عازمة عل بناء واعادة اعمار المدمرة مع شمول كل العراق الذي تضًرر لذلك ما من طريق لهدر الاموال مستقبلا ومن غير الممكن ان تسمح الدولة بمضاعفة الخسائر جراء عدم التخطيط واعتماد الانتقائية في اختيار المشاريع.
ثم ان العراق مقبل على مرحلة الانتعاش الاقتصادي ومن متطلباته توجيه الموارد المالية نحو تحقيق هذا الانتعاش بما يوازي تطلعات الحكومة بتحقيق الاصلاح الاقتصادي المطلوب لينعم جميع المواطنين بخيرات بلدهم وبخدمات متطورة ومشاريع رصينة وبنى تحتية تستوعب الانتعاش الاقتصادي المقبل وبعكس ذلك فأن الامر يكون اكثر تعقيدا لكن يحدونا الامل بمستقبل زاهر ينتظر العراق "تفاءلوا بالخير تجدونه".

 


مشاهدات 3167
أضيف 2017/08/20 - 10:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 9376 الشهر 65535 الكلي 7653316
الوقت الآن
الجمعة 2024/3/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير