(تمكين) والموارد البشرية

وديع الحنظل
 المبادرة الجديدة لابد ان يكون لها حضور وترفد خريجي الجامعات العراقية الجدد من حملة اختصاص الادارة والاقتصاد حصرا بالمعارف والخبرات في مجال اختصاصهم،حيث بادرت رابطة المصارف الخاصة العراقية الى الاعلان عن منحة تدريبية مجانية اطلقت عليها اسم "تمكين" تسعى الرابطة من وراء هذه المبادرة, التي استهدفت في مرحلتها الاولى 60 من خريجي كليات الادارة والاقتصاد للسنوات الثلاث الاخيرة، الى تنمية قدرات الشباب واكسابهم معارف وخبرات ومهارات جديدة تؤهلهم للتنافس في الحصول على وظيفة مناسبة في سوق العمل الذي يحبذ المتدربين المؤهلين على من سواهم.
ان برنامج "تمكين" التدريبي الذي اطلقته رابطة المصارف الخاصة من خلال 3 دورات تدريبية في مجالات المايكروسوفت والبورتوريت والوورد والاكسل والاوت لوك , يهدف الى تاهيل الشباب واكسابهم الخبرات المطلوبة لخوض غمارالحياة العملية في القطاعين العام والخاص، متسلحين بما حصلوا عليه من علوم معرفية لاتتوفرالا من خلال التدريب على يد مدربين متخصصين معترف بهم عالميا، يمتلكون من الخبرات التي تؤهل الخريجين الحصول على شهادات معترف بها عالميا. ونظرا لكثرة عدد المتقدمين للاستفادة من هذه المنحة التدريبية المجانية فان الرابطة تخطط لتنظيم دورات مماثلة اخرى لاستيعاب اكبرعدد من الخريجين الطامحين للتعلم والساعين للحصول على فرصة عمل مواتية تنسجم مع  اختصاصاتهم العلمية ومؤهلاتهم النظرية. ولان الرابطة على اطلاع باوضاع الخريجين الجدد المعيشية الصعبة الناجمة عن وجودهم في طابورالعاطلين عن العمل وعدم حصولهم على فرصة عمل تعينهم على مواجهة متطلبات الحياة، فقد اخذت على عاتقها تحمل نفقات هذه الدورات، التي تستوفي في العادة المعاهد المتخصصة مبالغ طائلة من المنتسبين اليها ان سعادة رابطة المصارف الخاصة العراقية لن تكتمل الا بعد التاكد من ان خريجي هذه الدورات حصلوا على فرصة العمل المناسبة التي ترفع من مستوى معيشتهم ومعيشة عوائلهم التي لم تبخل عليهم بشيء من اجل ان يكملوا تعليمهم الجامعي، وتنتظر بفارغ الصبرنجاحاتهم الموعودة في ميادين الحياة العملية.  ان اهمية الدورات التدريبية التخصصية تاتي من كونها تتيح للمتدربين التفرغ لنوع واحد من التخصص المعرفي، وعدم التشتت في مواضيع متفرقة، تضيع عليهم فرصة اكتساب الخبرات في الاختصاص المستهدف.
لقد اثبتت التجارب العالمية حاجة كل الاختصاصات الى الصقل والتدريب المستمرين لمواكبة التطورات العلمية والتقنية المتحركة الى الامام على الدوام وفي كل عام ,بل في كل شهراحيانا، لذلك اصبح التدريب علما مستقلا بطرائق ومناهج وبرامج خاصة تستجيب لهذه المتغيرات المتسارعة والتطورات المتلاحقة في بنية العمل الوظيفي بمختلف اختصاصاته . وبما ان بلدنا بحاجة ماسة الى تنظيم مثل هذه الدورات التاهيلية للشباب التواقين للعمل، وبما ان الدولة غيرقادرة على القيام بهذه المهمة للاسباب المعروفة، فان الحاجة تبقى ماسة لتشريع قانون يلزم جميع الموءسسات والشركات بتدريب الخريجين الجدد، كل في اختصاصه وتخصيص ابواب ورصد مبالغ في موازناتها السنوية لهذا الغرض .  كما ينبغي على الدولة دعم المؤسسات المبادرة السباقة في هذا المجال، ومنحها الاهتمام والرعاية الكاملين بما يشجعها على المضي  قدما في  هذا الطريق.


مشاهدات 2859
أضيف 2017/08/07 - 10:03 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 9674 الشهر 65535 الكلي 7653614
الوقت الآن
الجمعة 2024/3/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير