الشباب وتنمية قدراتهم

الاقتصاد نيوز _ بغداد

وديع الحنظل

رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية

بدأ نحو تسعة ملايين طالب في التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي العطلة الصيفية دون وجود خطط حكومية لاستثمار الفراغ الذي يعيشونه في تطوير قدراتهم الذاتية وصقل مواهبهم، لمواكبة التحولات في الاقتصاد الوطني والانفتاح الكبير الذي حصل بعد العام 2003  على دول العالم، ما جعل غالبية المنظمات المحلية لا تستطيع المواكبة والمنافسة مع المنظمات الاجنبية نتيجة عدم استثمار الطاقات البشرية وتدريبها بشكل جيد ومستمر.
تحدث العالم الاقتصادي الاميركي ثيودر شولتز صاحب نظرية "رأس المال البشري"، انه من أكبر الأخطاء التي ترتكب هي إلغاء الرأسمال البشري، الذي هو  المصدر  الأساس للثروة من خلال ما يختزنه من طاقات جسمية وذهنية، والتي تؤدي إلى نمو الاقتصاد عبر زيادة الايرادات وتفعيل الانتاج، لذلك فان الدول التي اهتمت بفئة الشباب تزعمت العالم اليوم، وخلقت تنمية اقتصادية كبيرة انعكست ايجابا على حياة الشعوب إلا أن بلدنا يواجه اليوم تحديات كبيرة بهذا المجال يرافقه غياب رؤية واضحة في استثمار قدرات الشباب.
يعد الاستثمار في العقل من أفضل الاستثمارات في العالم ولكن الظفر بالنتائج يحتاج إلى وقت طويل، لان التعلم والتدريب سيجعل الافراد قادرين على التكيف مع التطور الذي يشهده العالم في مجال التقنيات والمعدات، لذلك فأن حل المشاكل التي يشهدها الاقتصاد العراقي من ارتفاع نسبتي الفقر والبطالة إلى 30 بالمئة والبيروقراطية وارتفاع حجم الانفاق العام تكون من خلال كسب طاقات الشباب  وتدريبهم بشكل مكثف ومثالي ما يعطون حلولا مناسبة وعقلانية لمشاكلنا.
يمكن للقطاع الخاص  ان يكون  شريكا رئيسا للحكومة العراقية في وضع برنامج متكامل يتضمن احدث انظمة التدريب والتعليم التي تتوافق مع العصر، والتي تستهدف فئتين الاولى الطلبة والثانية موظفي الدولة،  ما يشجع جميع المنظمات الحكومية وغير الحكومية على الابتكار والمشاركة في العملية الانتاجية من خلال الخدمات والمنتجات، ويمكن عمل ترويج للبرنامج بشكل مثالي لتشجيع الطلبة على الاشتراك به، الامر الذي سينعكس ايجابا على البلد. 
في الدول المتطورة لا يعد الفقير  عبئا على الدولة وانما اهم مورد واستثمار يمكن ان يؤدي إلى نجاح الاقتصاد وذلك من خلال البرامج التي يطبقها عليها مثل عمل دورات تدريبية مجانية يستطيع من خلالها الدخول في سوق العمل، ودليل على ذلك الايطالي ليوناردو ديل فيكيو الذي ترعرع في دور الايتام بينما اليوم هو صاحب أكبر شركة في العالم لصناعة النظارات الشمسية الطبية التي تحمل اسم علامات تجارية عالمية مثل "راي بان" و"أوكلي".  بينما في بلدنا يوجد أكثر من ٤ ملايين فقير بينهم عدد كبير من الاطفال اضطر بعض  اهاليهم إلى اخراجهم من الدراسة للمشاركة في اعانة العائلة، وحتى الان لا توجد خطة حكومية بانقاذ هذه الثروة البشرية عبر تهيئتها بشكل علمي ووضع خطة محكمة بالتعاون مع الجهات المعنية مثل وزارتي التربية والتعليم العالي بهدف تعليمهم  وتدريبهم .
في القطاع المصرفي العراقي قامت مؤسسات وشركات رصينة بوضع برنامج تدريبي واسع لتطوير قدرات العاملين في المصارف الخاصة والحكومية والاجنبية بما ينسجم مع التقنيات العالمية التي تستخدم في البلدان المتطورة، وتمكنت حتى الان من تدريب أكثر من الف موظف بالتعاون مع البنك المركزي، كما أن هناك محاولات جادة لوضع برنامج تكميلي للتدريب بالتنسيق مع الجامعات الحكومية والخاصة في تدريب الطلاب الجامعيين بالعطلة الصيفية من خلال زجهم بالمصارف، وكذلك التنسيق مع وزارة التعليم العالي للمشاركة في المناهج التدريبية والتطور الذي يحصل في دول العالم، ما سيؤدي إلى تطوير القطاع المصرفي وزيادة الثقة بالمواطن مع الاهتمام بالابتكار.

 

 

نقلا عن صحيفة الصباح

 


مشاهدات 1828
أضيف 2017/07/10 - 12:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1138 الشهر 65535 الكلي 7848470
الوقت الآن
الأربعاء 2024/4/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير