حسين ثغب 

يمثل الانتظار احد الحلول للوصول الى الوقت المناسب لتحقيق الهدف مهما كان اجتماعياً سياسياً اقتصادياً على ان يأتي بنتائج ايجابية في جميع 

الاحوال.

وكثيرا ما تكون الضرورات وراء عملية الانتظار حيث اتمام العمل في هذا الوقت لا يكون مناسبا وفق المعطيات المتوفرة وغالبا ما يقرر الانتظار خبرات الميدانيين الذين لهم علم ودراية بجميع جوانب البيئة 

المتوفرة.

وكثيرا ما تشرع مراكز الابحاث العالمية المتخصصة لدراسة الحالة الاقتصادية المعنية وتضع الخطط اللازمة للبدء بعمليات تحقيق الجدوى الاقتصادية من خلال التنفيذ الفعلي للخطة او تحديد الزمان المناسب

 لذلك. 

ونحن في العراق ننتظر منذ زمن اتمام الاعمال التي تنهض باقتصاد البلد وتنقله الى حال افضل مما هو عليه، ولكن ماذا ننتظر في ظل توفر جميع مقومات تحقيق التنمية التي تقابلها حاجة ماسة لكثير من 

المشاريع؟

وهنا نتساءل من يصنع بيئة العمل المثالية في العراق؟ ولماذا لايشرع بالعمل الجاد لانهاء حالة الانتظار التي طال امدها كثير؟ ولاننسى ان التراجع الاقتصادي مضر جدا وعواقبة تحمل سلبيات كثيرة في ظل النمو السكاني 

الكبير. 

من يضع الكرة في ملعب الظرف الامني وانه السبب في تراجع عمليات الاعمار عليه ان يعرف ان العالم يملك شركات متخصصة لها القدرة على تنفيذ الاعمال في ظروف امنية قاهرة وقادرة على حماية  نفسها، وهنا نعلم جيدا ان ظرفنا الامني ليس قاهرا وهناك استقرار امني في 60 بالمئة من مساحة العراق يمكن ان نبدأ منها وتكون نقطة الانطلاق لقاعدة عمل 

واسعة.

لكن علينا ان نبحث بمسببات تأخير التنمية الفعلية ومن ثم احتواؤها عبر حملة جادة تستأصل الامراض التي تشل حركة الاستثمار في البلد ونحن ننشد انجاز مشاريع كبرى بجميع 

القطاعات.

واجبنا المقبل يتطلب العمل باتجاه تثقيف جميع المؤسسات باهمية الاستثمار ودوره في بناء البلد وكم يقدم من خدمة للاقتصاد الوطني؟ وان لا يكون الموظف عائقا امام تنفيذ الاعمال ويخلق عناصر طاردة لرؤوس الاموال العالمية، ونجعل شعوره الوطني الغالب على اية مصالح حقيقية لا تخدم البلد بل تزيد من فترات 

لانتظار. 

" ماذا ننتظر " يجب ان يكون شعار المرحلة المقبلة تكسير جميع قيود العمل الاستثماري والنهوض بتوجهات تعدد الموارد بشكل حقيقي، فضلا عن النهوض بالخدمات والانتاج ومعالجة المشاكل 

الاقتصادية.