حسين ثغب 

يحدد تطور بلاد العالم بمدى تقديم انتاجها وخدماتها ومستوى الرفاه الذي يعيشه المجتمع وما يكتسبه من حقوق وما يؤديه من واجبات يساهم الجميع في استدامة هذا التطور والحفاظ على مقومات وجوده.

وتتفاوت مستويات التقدم بين بلد واخر وفق ما يملكه من ثروات فبعض البلاد تملك الثروات الطبيعية واخرى الموارد البشرية ويتم توظيف مالديهم من هذه الثروات بالاتجاه الذي ينهض بالاقتصاد ويصنع التنمية ويحافظ عليها.

بالمقابل تجد بلاداً لا تملك الثروات الطبيعية التي تؤهلها لبناء اقتصاد متين، كما لاتملك ثروة بشرية وهنا اقصد " مجتمعاً شاباً " ولكنها تعمل بما لديها من امكانات وخبرات لايجاد مورد مالي يساهم في خلق مستوى مقبول من الحياة لدى افراد المجتمع.

 في العراق نملك جميع مقومات الاقتصاد المتين القادر على تحقيق مستويات معاشية على درجة عالية من الاستقرار، غير ان الرياح تجري بما لا تشتهي السفن والارباك يعم الحالة الاقتصادية الى اليوم بسبب عدم وجود استغلال صحيح للثروات بجميع انواعها واشكالها.

فالحاجة تتطلب الانطلاق لبناء اقتصاد فاعل وهذا بدوره يحتاج الى توجه حقيقي صوب الاهتمام بمجتمع الخبراء الحقيقيين من الذين لديهم خبرات كبيرة في مجال اختصاصهم، وعندما نقول خبراء فنحن نعي ما نقصد حيث يوجد لدينا خبراء بكفاءات دولية قادرون على العمل الجاد الذي يقود الى تنمية حقيقية. 

عندما نتطلع الى بناء اقتصاد فاعل لابد ان يتناغم ذلك مع اهتمام حقيقي لما يطرحه الخبراء، لاسيما انهم يملكون تاريخاً طويلاً تأطره انجازات في اغلب الميادين, الامر الذي يتطلب التواصل مع الخبراء العراقيين في الداخل والخارج وجعلهم اداة فاعلة النهوض بالقطاعات الانتاجية والخدمية التي تعاني اهمالاً منذ فترة طويلة. 

ولايمكن ان نجعل من اراء خبراء الميدان  حبرا على ورق ونحن ننشد التنمية المستدامة فالكتل الاقتصادية الكبرى على مستوى العالم لم تبلغ رأس الهرم الاقتصادي بعيداً عن الخبراء الذين تقع عليهم مهام التخطيط والتنفيذ وحفظ الثروات وتأمين حقوق الاجيال المقبلة.

فبلادنا تحوي جميع الثروات الطبيعية منها والبشرية فاننا مؤهلون لنكون كتلة اقتصادية مؤثرة في المستوى الاقليمي والدولي ، ويحتم علينا ان نضع الخبراء في المقدمة ونحملهم المسؤولية كاملة لتحقيق الانجاز وبذلك الم نكون قد سلكنا بداية الطريق نحو تحقيق المنفعة للعراق.