العراق يبدأ بقطف ثمار اتفاق أوبك لخفض الانتاج النفطي

الاقتصاد نيوز/ متابعة...


في وقت سارع فيه العراق ببيع مزيد من النفط الخام إلى أكبر عملائه "يونيبك الصينية" ، موسعاً موقعه في السوق العالمية قبيل بدء تنفيذ تخفيضات الإنتاج المتفق عليها مع (أوبك) والمنتجين الآخرين، بدأت الحكومة بقطف ثمار اتفاق خفض الانتاج من خلال لمسها زيادة الايرادات المالية، ووضع خطط للحفاظ على الانتاج وتحسينه من خلال الاتفاق مع الشركات العالمية. 
يأتي هذا فيما توقع خبير نفطي ، زيادة الطلب على النفط العراقي بعد الاتفاق الاخير بين بغداد واربيل، واستثمار الحقول التي يستخرج منها النفط ذات الجودة العالية.
وفي ضوء صفقات جديدة مع شركات تكرير هندية وأميركية، فإن زيادة حجم العقد المبرم مع الذراع التجارية لأكبر شركة تكرير آسيوية (سينوبك) تعني أنه سيكون على بغداد أن تخفض المعروض المتجه الى عملاء آخرين كي تفي بالتزامها خفض الانتاج 210 آلاف برميل يومياً من 2017.
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة قولها: انه "جرى توقيع عقد (يونيبك) قبيل اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي يشغل العراق مقعدا بها مع المنتجين الآخرين بقيادة روسيا على خفض يصل إلى 1.8 مليون برميل يوميا في مسعى لتقليص تخمة المعروض العالمي ورفع الأسعار".
وقالوا: ان شركة تسويق النفط العراقية (سومو) زادت مبيعات خام البصرة الآجلة إلى ( يونيبك ) ثلاثة بالمئة الى ما بين 40 و60 مليون برميل بربع السنة الواحد من 435 إلى 652 ألف برميل يومياً  في 2017.
وقال متعامل متخصص في إرسال الخام إلى الصين: "إذا زاد العراق مبيعاته إلى الصين بينما اضطر الآخرون إلى التقليص أو إبقاء أحجامهم مستقرة فإن العراق سيكسب في نهاية المطاف حصة جديدة في سوق نفط يمكن القول إنها الأهم".
والعراق ثاني أكبر منتج في أوبك بعد السعودية ويحتل حاليا المرتبة الثالثة بين أكبر موردي الخام الى الصين - بعد روسيا والسعودية - حيث سجل قفزة 15 بالمئة على أساس سنوي الى نحو 723 ألف برميل يوميا بين كانون الثاني وتشرين الأول.
وقال أحد المصادر: ان من المتوقع في إطار الصفقة الصينية الموسعة أن تحمل (يونيبك) مليوني برميل من خام البصرة الثقيل في الربع الواحد.
وقال متعامل آخر يشتري الخام العراقي : "خام البصرة أصبح خاماً معترفاً به وجودته مستقرة وإمداداته يمكن التعويل عليها".
وقالت ( يوينبك) : إنها لا تعلق على الصفقات بعينها.
وبحسب مصدر مطلع وجدول أولي لتحميلات نفط كانون الثاني، فإن (سومو) ستورد أيضا خام البصرة الثقيل بموجب عقود جديدة محددة المدة إلى إكسون موبيل وشيفرون وإيسار أويل الهندية لتكرير النفط.
وتسهم العقود في قفزة متوقعة لصادرات البصرة إلى 3.53 مليون برميل يومياً في كانون الثاني 2017 وهو ما سيكون أكبر حجم منذ حزيران وفقا لما أظهرته جداول التحميل.
وفي الهند زادت واردات الخام من العراق 24 بالمئة في الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي إلى 784 ألف برميل يوميا ليصبح العراق ثاني أكبر مورد للخام بعد السعودية.
كما زادت صادرات الخام العراقية الى الولايات المتحدة لأكثر من مثليها في الأشهر التسعة الأولى من 2016 مقارنة مع الفترة ذاتها قبل عام لتصل إلى نحو 350 ألف برميل يومياً مع تراجع الإمدادات الفنزويلية حسبما أظهرته بيانات من إدارة معلومات الطاقة.
وسارع وزير النفط جبار علي لعيبي باجراء مباحثات مع شركتي كوكاز لتطوير الانتاج النفطي والاستثمار الامثل للغاز.
واكد لعيبي خلال اللقاء ان "الوزارة تولي اهتماما كبيرا لتطوير قطاع صناعة الغاز من خلال الاستثمار الامثل للغاز المصاحب لعمليات الاستخراج النفطي"، مطالبا شركة كوكاز "ببذل المزيد من الجهود للوصول الى الاهداف المشتركة". 
واضاف ان "الوزارة تعمل على تهيئة البيئة المناسبة لعمل الشركات العاملة في العراق لتنفيذ المشاريع التي تنمي القطاع النفطي العراقي وتدفع بعجلة الاقتصاد للنمو والرقي".
من جانبه أكد الرئيس التنفيذي لشركة كوكاز الكورية استعداد الشركة للمضي قدما نحو تحقيق الأهداف المرجوة وزيادة الانتاج.
كما تدارس وزير النفط مع الرئيس التنفيذي لشركة (اكسون موبيل) براد كورسون بشأن فتح آفاق جديدة للعمل لتطوير الصناعة النفطية.
وقال لعيبي: ان "الوزارة تتطلع الى تطوير العلاقة مع (اكسون موبيل) للنهوض بقطاع النفط والغاز في العراق"، مؤكدا "سعي الوزارة للمضي قدما في تطوير العمل المشترك بما ينعكس ايجابا على هذا القطاع الحيوي".
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة (اكسون موبيل) بحسب البيان ان شركته تسعى الى فتح آفاق عمل جديدة مع الوزارة لتطوير العمل والمضي قدما نحو تحقيق الأهداف المخطط لها.
وسط هذه الصورة، توقع الخبير النفطي من البصرة حسين مرزوق زيادة في الطلب على النفط العراقي بسبب جودته العالية والاتفاق الاخير بين بغداد واربيل.
واشار مروزق، " ان اتفاق بغداد واربيل سيدعم ضمان حصة ثابتة للنفط العراقي في السوق العالمية، فضلا عن امكانية فتح اسواق جديدة".
كما اوضح ان "النفط العراقي، لاسيما نفط البصرة، اثبت جودته العالمية، لذلك فإن الطلب اصبح عليه مرتفعا مقارنة بالنفوط الاخرى"، داعيا القائمين على هذا القطاع الى "مزيد من الاستثمارات في الحقول ذات الجودة العالية، لان السوق العالمية تبحث عن البضاعة الجيدة والمنافسة لخام برنت".
واشار الى ان "العراق بدأ يبيع نفط الخام منذ اتفاق (أوبك) بين 46 – 48 دولارا وهذا يعد اعلى من السعر المحدد في الموازنة ما يعني ان الحكومة بدأت تقطف ثمار ما عملت عليه منذ مدة طويلة".
وارتفعت أسعار النفط امس الجمعة مع تنامي الأدلة على أن المنتجين في الشرق الأوسط يخطرون العملاء بتخفيضات المعروض المقبلة في إطار جهد منسق لتصريف تخمة المعروض العالمي.
وبحسب رويترز، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسعة سنتات عن التسوية السابقة الى 54.11 دولار للبرميل. وزاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 18 سنتا إلى 51.08 دولاراً للبرميل.


mm

مشاهدات 1556
أضيف 2016/12/18 - 10:25 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 10623 الشهر 65535 الكلي 7903054
الوقت الآن
السبت 2024/4/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير