عبد الحسين المنذري 

مدير عام مصرف النهرين الاسلامي

تحوم الان اسعار النفط حول ال 50 دولار وهو السعر المقبول لكلا طرفي العرض والطلب بعد ان اذاق احدهما الاخر ضربات موجعة باضربات ارتفاع الاسعار الى 140 دولار ومن ثم انخفاضة الى 25 دولار ∙ وهذا الاهتزاز السعري المفاجىء خلق نوع من الهلع في اسواق الطاقة انعكست على اداء المصارف الممولة لشركات استخراج وانتاج الطاقة وكذلك الصناعات التحويلية والبتروكيمياوية واربك كذلك البورصات التي ارتفعت فيها ثم تهاوت اسهم الشركات المدرجة فيها واثرت سلبيا على اداء صناديق الاستثمار والتحوط وغيرها ∙ مما اثر ايضا على معدلات النمو العالمي من 6-7 ٪ سنويا تقريبا قبل الازمة المالية العالمية عام 2008 الى 2-3 ٪ تقريبا عام 2014وبعده . وهذه الارقام الاهتزازية اظهرت مدى قوة وضعف اقتصادات كنا نراها مستقرة لكنها لم تخضع للاختبار بعد فاظهرت هذه الاختبارات ظهور اقتصادات ناشئة جديدة حققت نجاحاتها بجهود ذاتية معروفة بعد ان قامت بتنويع مصادر دخلها بعيدا عن اعتمادها على ايراد بيع منتوجات الطاقة مثل الامارات التي تجاوزت صادراتها الغير نفطية 350 مليار دولار اغلبها من المنتجات الصناعية واعادة التصدير ∙ واثبتت نفسها كذلك اقتصادات ناشئة جديدة مثل الهند وروسيا والصين وغانا والبرازيل وجنوب افريقيا وغيرها ∙ فيما تعثر اداء اقتصادات كانت تعتمد بشكل رئيسي على ايراد منتوج النفط والغاز مثل الجزائر والعراق والسعودية والكويت ونيجيريا وسلطنة عمان التي تنوي تغطية عجز موازنتها بالاقتراض الخارجي بحدود ثلثي العجز تقريبا عن طريق اصدار سندات دين دولية وقرض من الصندوق والبنك الدوللين كما هو الحال بالنسبة للعراق ومصر حيث وقعت هذه الدول بفخ الاستدانة وما اقسى هذا الفخ الخطير الذي لم ينجح اي اقتصاد وقع في شباكه من الخروج بسرعة او بصحة جيدة فما ان ترد فائدة الدين حتى يستحق اصل  الدين والسبب هو سوء الادارة او الفساد او كلاهما معا ∙المطلوب منا الان اعادة توجية البوصلة نحو اعادة هيكلة الاقتصاد تكلف بة شركات استثمار مالية واقتصادية عالمية خبيرة وما اكثرها في العالم على ان تنفذ توصياتها ولا تتعرقل بالسجالات السياسية والمزايدات الانتخابية .