الاقتصاد نيوز / بغداد أكد القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الدكتور عادل عبد المهدي اهمية السكك الحديد والقطارات لوحدة البلدان والشعوب وللتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي ولحركة المواطنين والبضائع بكلف رخيصة وصديقة للبيئة. وقال في كلمة له بعنوان "قطار بغداد – البصرة "السريع"، "في 2009 كنت ادرك كنائب رئيس جمهورية ومسؤول ومواطن تردي حالة السكك الحديدية، ولتحسيس الرأي العام والمسؤولين للاهمية الخطيرة لهذا القطاع استخدمنا قطار بغداد- البصرة يومها"، مضيفا "في عطلة عيد الاضحى المبارك المنصرمة اخذنا قطار بغداد-البصرة، بعد ان دخلت القطارات الصينية الجديدة الخدمة منذ سنة تقريباً". وتابع قائلا " لن نتكلم عن البلدان البعيدة واهتمامها بهذا القطاع الخطير، بل نتابع جيراننا كتركيا وايران ومساعيهما في هذا المجال.. وكذلك الاردن الذي يخصص 2.8 مليار دولار لشبكته الوطنية.. ودول الخليج التي قد يصل ما ستصرفه الى 200 مليار دولار خلال السنوات القادمة للغرض نفسه.. فالسكك الحديدية عامل مهم لوحدة البلدان والشعوب وللتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي ولحركة المواطنين والبضائع بكلف رخيصة وصديقة للبيئة.. خصوصاً وان العراق قد عرف هذه الواسطة منذ نهايات القرن التاسع عشر وربطت شماله بجنوبه، بل وصل الخط في فترة الى اربيل، وارتبط تدريجياً بسوريا وتركيا واوروبا وقطار الشرق السريع المشهور.. وبدأ فعلاً تنفيذ مشروع سكة حديد تربط العراق بالمدينة المنورة والحجاز، لكن المشروع لم ينجز وتوقف". واشار الى ان سرعة القطار الصيني الجديد القصوى 160 كم/ساعة، لكنه مع التوقفات الكثيرة وابطاء السرعة بسبب حالة الخط الحديدي والمرور بالتقاطعات والمدن، فانه يجب احتساب سرعة 50 كم/ساعة كمعدل عام. وهذا معدل منخفض جداً مقارنة بسرعة القطار نفسه، او بالقطارات الحديثة". وبين ان في القطار اربع درجات.. مقصورة منام اولى لشخصين.. ومنام ثانية لاربعة اشخاص.. وسياحية اولى.. وسياحية ثانية بكلفة 30 الف و25 الف، و12 الف، و8 الاف دينار للشخص على التوالي. يسير يومياً قطار او قطارين حسب ضغط المسافرين، ينطلق الاول في الساعة السادسة مساءاً والثاني بعده بساعة او ساعتين من بغداد، والامر نفسه من البصرة. والعربات مكيفة وفيها شاشات تلفزيون تعرض افلاماً وثائقية وكارتونية مسلية.. والنظافة عموماً جيدة، والقائمون على القطار دمثو الاخلاق، وهناك رجل شرطة في كل عربة.. وعربة مطعم خاصة، حيث يمنع الركاب من جلب طعامهم رغم ان بعضهم يخالف ذلك.. ويمنع التدخين خارج اماكن محددة، رغم مخالفة البعض. وقال ان القطار شهد في الاونة الاخيرة اقبالاً.. فيتراوح عدد الركاب للرحلة صعوداً ونزولاً (البصرة-بغداد) 600-1200 مسافراً، وهذا رقم يبقى متواضعاً. وتتراوح واردات الرحلة (8-14) مليون ديناراً، يشكل ايراد المخالفات حوالي 3.5% منها. ومع مثل هذه الموارد سيصعب تغطية تشغيل وكلف شراء القطارات الـ12 المستوردة (138 مليون دولار).. مما يتطلب خطوط جديدة ورحلات متزايدة وسرع اعلى وخدمات متقدمة، تستجذب وتغري المزيد من المسافرين. وأكد على اهمية ايلاء اهتمام اكثر بالصيانة والتطوير واستكمال المستلزمات الاساسية، وهذه تشمل العاملين والمحطات والقاطرات والعربات والخدمات والسكة الحديدية ومجالات المرور، واجراءات حماية القطار والركاب، الخ. مبينا ان "الخروج من بغداد استغرق حوالي 35 دقيقة، بل توقف القطار قبل ايام في احدى تقاطعات العاصمة، فتوقفت حركة المرور لفترة غير قصيرة". وبين عبد المهدي ان المشكلة الاكبر التي تطيل مدة الرحلة هي خط السكة الحديدية نفسه، موضحا "يحدثنا العاملون انها تتطلب اعمال تجديد وصيانة كاملة.. فالحركة البطيئة، والتوقفات الكثيرة، واضطرار انتظار مرور القطار المقابل احياناً، تجعل السفرة طويلة ومتعبة لا تتناسب مع حداثة القطار وسرعته. اذ تخلصت معظم دول العالم من الخطوط الضيقة باتجاه "القياس الموحد" (143 سم)، او العريض (160 سم) واكثر، والذي يسمح بالوصول الى سرع عظيمة (200-400 كم/ساعة)، اضافة للمجالات الخاصة والطرق والجسور والانفاق المعزولة والمحمية لتجعل حركة القطار حرة لا تعيق ولا تُعاق". وقال أيضا "اخبرنا العاملون عن ظاهرة شاذة يجب ان تعالج وهي رمي الحجارة على القطار مما يتسبب بكسر زجاج النوافذ. وقيل لنا انه القي القبض مرة على احد الجناة.. وحال اعتقاله بدأت التدخلات، لان الجاني كان ابناً لاحد المسؤولين.. فاطلق سراح الجاني وعوقب الشرطي، والعهدة على الراوي". A.J