ياسر المتولي 

تشهد العاصمة بغداد هذه الايام حراكا واسعا في اروقة صندوق اعادة اعمار المناطق المتضررة من العمليات الارهابية خصوصا بين الدول المقرضة والوزارات المعنية،اسئلة تتوارد عن الدور الذي يؤديه هذا الصندوق. نفهم كاقتصاديين ومتابعين للشأن الاقتصادي ان تعريف الصندوق هو «وعاء لجمع الاموال المخصصة لهدف ما» ومن الواضح ان هذا الصندوق هو وعاء للاموال المتأتية عن القروض والمنح الدولية لمساعدة العراق في اعادة الاعمار.حسنا ما المهام التي يؤديها وهل مهمته مقتصرة على تكديس الاموال؟ بالطبع لا، انما هناك مهمة صعبة وفي غاية الصعوبة يفترض ان يتحملها الصندوق، تتعلق بكيفية الافادة القصوى من تلك الاموال والمحافظة على طرق صرفها، هكذا نفهم الدور الاهم الذي يلعبه الصندوق لكن لماذا وكيف؟

لماذا لكي لاتهدر الاموال التي ضاعت تحت يافطة اعادة اعمار العراق خلال الحقبة السابقة والتي قدرت بمليارات الدولارات دون جدوى.

وكيف..عن طريق ايلاء الصندوق اهمية بالغة في الاشراف والمتابعة والمشاركة في التخطيط لاستثمار هذه الاموال في مكانها الطبيعي. هذه المهمة اعقد مما نتصور ذلك لان اهداف القروض تكمن في الاسراع في تنفيذ مشاريع البنى التحتية للمناطق المتضررة بهدف تمكين سكانه من العودة الى اراضيهم ومصالحهم لاستمرار حياتهم الطبيعية وهذا هو هدف الحكومة. ان النتائج المتوخاة من تنفيذ هذه المشاريع انها ستسهم من التخفيف عن كاهل الميزانيات المخصصة للعوائل المهجرة بسبب العمليات الارهابية. ما المطلوب من الصندوق في هذه المرحلة؟ بالتأكيد التدخل في حال الحاجة في اختيار اولويات المشروعات ذات الصلة والتي هي اكثر مساساً بحياة المواطنين من خلال مساعدة الوزارات التي تستند على تقديرات المحافظات من اجل تحقيق الاهداف المرجوة من القروض والمنح. اذا نجح الصندوق ونحن متأكدون من قدراته ومتابعون لنشاطاته من تحقيق هذا الهدف  فأعتقد ان مستقبله  سيكون صندوقا واعدا في اعادة اعمار العراق اجمالا لا سيما انه اعتمد خبرات عالمية ومحلية متخصصة في كيفية التعاطي مع الاموال.  ونتوقع له من خلال تجربته هذه ان يكون نواة لصندوق التنمية المستقبلي الذي يوصي خبراء الاقتصاد بانشائه لتحقيق التنمية المستدامة.