مختصون يدعون لإعادة تنظيم سوق العمل العراقي بعيداً عن

الاقتصاد نيوز/ متابعة........



دعا مختصون، أمس الثلاثاء، إلى إعادة تنظيم سوق العمل العراقي وإيجاد فرص جديدة "غير موسمية" تنسجم مع متطلبات المجتمع، فيما عدوا أن التوسع بالتدريب المهني ومنح القروض للعاطلين وأصحاب المشاريع وإعادة تأهيل المعامل المتوقفة وتشغيلها "خطوات لا بد منها للحد من البطالة المتفشية وتنعش الاقتصاد الوطني".

وقال عبد الغني عيسى، وهو يجوب بعربته الخشبية شارع الرشيد، وسط بغداد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ببيع عصير الاسكنجبيل (يصنع من الخل والسكر والنعناع)، خلال فصل الصيف الذي يمتد نحو ثمانية أشهر، يشكل عملاً مربحاً صيفاً لاسيما أن كثيرين يعرفونني ويقصدونني لشربه لتطرية قلوبهم من لهيبه"، مبيناً، أن "المردود المالي خلال الصيف جيد جداً ولا يمكن مقارنته بما أحصل عليه شتاءً".
وأضاف عيسى، أن "عملي خلال الشتاء يتحول لبيع اللبلبي (حمص مسلوق)، لقلة الطلب على العصير برغم حاجة الأخير لجهد أكبر، من تهيئة وسلق وغاز ما يتطلب عملاً عائلياً جماعياً قد يستغرق الليل بطوله"، مشيراً إلى، أن "وارد أيام الصيف قد يصل إلى خمسين ألف دينار، الأمر الذي يكفي احتياجات العائلة والتوفير للشتاء".
وفي المنطقة ذاتها يوجد محل (أبو كرار) لتصليح الكهربائيات، الذي لا يتأثر عمله بتغيير الفصول، بحسب صاحبه، المنشغل دائماً بمعالجة مختلف أنواع الأجهزة والمعدات المنزلية.
وقال أبو كرار، في حديث إلى (المدى برس)، إن "لكل موسم طبيعته ورزقه ففي الصيف نبيع المواد الاحتياطية للمبردات والمراوح وغيرها من الأجهزة المنزلية فضلاً عن تصليحها"، مضيفاً "أما شتاءً فنتحول للمدافئ النفطية والغازية والكهربائية".
وأيد أبو كرار، كلام بائع العصير عبد الغني عيسى، بشأن "وفرة وارد فصل الصيف مقارنة بالشتاء"، وعازياً ذلك إلى "عطل الكثير من الأجهزة الكهربائية صيفاً نتيجة كثرة الانقطاعات الكهربائية وعدم انتظام تردد التيار وعدم إمكانية استغناء المواطنين عنها، عكس الحال شتاءً حيث توفر المدافئ النفطية بديلاً متاحاً لهم عنها، برغم أن الرزق بيد الله تعالى في الأحوال كلها".
وبعيداً عن أصحاب المهن، يؤكد المختصون بدورهم أن الصيف هو "المحرك الأساس" للاقتصاد والناتج المحلي، حيث تنمو السياحة وأعمال البناء بحسب الخبير الاقتصادي إحسان الموسوي.
وقال الموسوي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الصيف يساعد في نمو الاقتصاد والتحكم بالناتج المحلي وكيفية رسم السياسة المالية"، مبيناً أن "أكثر من 38 بالمئة من الأيدي العاملة بالعراق يرتبطون بفصل الصيف الذي يؤمن استيعاباً جيداً للبطالة".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى، أن "طبيعة العمالة العراقية ما تزال ذاتية وغير منظمة لذا فإن عمل أغلبها يقتصر على فصل الصيف من دون اكتراث بإنضاج أفكار جديدة تفتح لهم مجالات جديدة وموارد مضافة، شتاءً على الرغم من قصر مدته".
من جانبها أكدت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أنها تسعى لمساعدة ذوي الدخل المحدود الذي يعتمدون على فصل الصيف في كسب رزقهم، بحسب المدير العام للتشغيل والقروض فيها رياض حسن.
وقال حسن، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الوزارة تنظم العديد من الدورات والورش التدريبية طيلة أيام السنة"، مبيناً أن "الوزارة ركزت خلال العامين الماضيين على تنظيم دورات وورش للعاطلين عن العمل لتصليح المدافئ وسخانات المياه والطباخات بمختلف أنواعها فضلاً عن دورات أخرى لتصليح مختلف الأجهزة الكهربائية ومنظومات التبريد، بهدف تمكينهم من إيجاد فرص عمل غير موسمية وضمان عدم مواجهتهم العوز شتاءً".
وتابع حسن، أن "الوزارة أطلقت حزمة قروض ميسرة بدون فوائد، لتمكين العاطلين من افتتاح مشاريع يحسنون من خلالها أوضاعهم ويسهمون بتعزيز الاقتصاد الوطني".
على صعيد متصل دعا اقتصاديون إلى ضرورة التوسع بقروض للشباب وأصحاب المشاريع الصناعية والزراعية، وإعادة تنظيم سوق العمل وتشغيل المعامل المتوقفة، للحد من ظاهرة البطالة وإنعاش الاقتصاد الوطني.  
وقال عضو معهد الإصلاح الاقتصادي، فؤاد حميد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "البنك المركزي العراقي أطلق نحو تريليون و500 مليار دينار للمشاريع الصغيرة والمتوسطة تمنح من خلال المصارف الأهلية، برغم عدم وجود مؤشرات حقيقية على ذلك"، داعياً البنك المركزي، إلى "توجيه المصارف الأهلية بضرورة تسهل الإجراءات والإسراع بمنح القروض للحد من البطالة وإنعاش الاقتصاد الوطني".
وأكد حميد، على ضرورة "إعادة تنظيم سوق العمل وإيجاد فرص جديدة، غير موسمية، تنسجم مع متطلبات المجتمع وتحد من البطالة المتفشية فيه"، عاداً أن "إعادة تأهيل وتشغيل المعامل المتوقفة يمكن أن تكون خطوة في هذا الاتجاه".


مشاهدات 935
أضيف 2016/08/17 - 1:11 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 2492 الشهر 65535 الكلي 7984607
الوقت الآن
الجمعة 2024/4/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير