ظاهرة تجارية

الاقتصاد نيوز / متابعة ...


الكاتب:ياسر المتولي


 تشهد السوق العراقية ركودا واضحا ذلك لان الازمة المالية التي تمر بها البلاد قد القت بظلالها على النشاط التجاري، ومؤشرات ذلك انخفاض نسب التسوق في اغلب الاسواق بحدود 40 بالمئة باستثناء المطاعم والاسواق الغذائية وهي ايضا قد تراجعت ولكن بنسب اقل بكثير من السلع والبضائع التي عاد وصفها بالكمالية بعد ان عدت في وقت الانتعاش وتوفر السيولة بالسلع  الاساسية.
هذه الظاهرة تثير تساؤلات عديدة تبحث عن اجابات تجد صداها لدى اصحاب الخبرة كيف ينظرون ويفسرونها، منهم من يجد فيها ظاهرة صحية رغم حقيقة بروزها بسرعة وهناك توقعات بتصاعد وتيرتها وكما وصفها الخبير الاقتصادي د. مظهر محمد صالح  بـ»الركود الطويل».
ويستند اصحاب هذه الرؤية في ايجابية هذه الظاهرة كونها وسيلة فاعلة في خلق ثقافة استهلاك نحتاجها في هذا الظرف لمواجهة ازمة السيولة من جهة، والمحافظة على تحقيق الطلب المتوازن في السوق من جهة اخرى، بما يفضي الى تقليل الاعتماد على الاستيراد وبما يسهم في المساعدة على اعادة تنظيم سياستنا الاستيرادية، والاهم ان ينخفض الطلب على العملة الصعبة المخصصة للاستيراد.
ويرى الخبراء ايضا ان هذه الظاهرة ستساعد في تنشيط الانتاج المحلي وبما تجعله قادرا على التنافس مع المستورد وبذلك تسهيل لتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية التي تستهدف انعاش الانتاج الوطني وحصر دوران راس المال داخليا وتحقيق نسب نمو في الايرادات وتنويعها، نفهم من هذه الرؤية انها تستند الى مقولة «رب ضارة نافعة» كما ان هذا الهدف تحقق دون عناء، انما فرضته ظروف السوق.
فيما يرى فريق اخر من الخبراء ان هذه الظاهرة فيها عيوب اقتصادية تتلخص بانكماش المستهلك واكتناز امواله في البيوت ما يتسبب في حصول كساد في السلع، ولك ان تتصور حجم الخسائر التي يتكبدها اقتصاد البلد جراء الكساد باعتبار ان هذه السلع وان كانت لتجار لكنها بالنتيجة هي جزء لايتجزأ من ثروة البلد.
المقارنة بين مزايا وعيوب تراجع السوق تجعل المخططين واصحاب القرار في وضع يحسدون عليه، وعليهم الاستعانة ببيوت الخبرة للتعاطي مع هذه  الظاهرة.
.


مشاهدات 751
أضيف 2016/08/17 - 11:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 7135 الشهر 65535 الكلي 7632391
الوقت الآن
الخميس 2024/3/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير