المؤتمرات العراقية في الخارج, جعجعة من دون طحين و باب كسب غيرمشروع للشركات المنظمة ؟

الاقتصاد نيوز.... 

غسان القاضي .. 
 
لايمرشهر, بل حتى اسبوع احيانا , الا ونسمع عن مؤتمرعراقي انعقد بالخارج , في هذه العاصمة او تلك,وحين نتساءل عن اسباب عقده في الخارج لانجد جوابا مقنعا.
ورغم فشل هذه المؤتمرات / الخارجيه / بخاصة تلك التي تعنى بالوضع الاقتصادي العراقي ,في تحقيق اي من اهدافها المعلنة ,الا اننا نجد اصرارا غيرمسبوق على استمرارعقدها في الخارج, رغم التكالف المادية الباهضه,ورغم مشقات السفر, والفشل المتكرر لهذه المؤتمرات,
ولقد اتيح لي فرصة المشاركة في احد هذه المؤتمرات التي عقدت في بيروت قبل نحوعام ,واطلعت بنفسي على الفشل الذريع الذي آل اليه المؤتمرالذي عجز المشاركون فيه عن اصدار حتى بيان ختامي, ولم يشكل هذا الفشل مفاجأة لاحد من المشاركين, الذين جاء بعضهم للنزهة واخرون للتخلص من ضغوطات العمل والوضع الامني وقساوة الطقس في العراق.
والمحزن ان الجميع يقربهذه الحقيقه ويعرف تمام المعرفه ان عقد هذه المؤتمرات في خارج العراق ,لايعدوان يكون فرصة للراحة والاستجمام وللمجاملات ومنفعة الشركات المسؤولة عن تنظيمها, والتي باتت تحقق ارباحا طائلة نتيجة الاموال التي تجبيها من الجهات المشاركه قبل المؤتمروخلاله والتي لاتقل عن الفي دولار عن كل مشارك.
بل ان جشع بعضها دفعها الى الحصول على اموال من شركات مصارف في البلد المضيف, مقابل منحها فرصة الترويج لنفسها ولبضاعتها في المؤتمر ,وقد سرني احد مدراء المصارف اللبنانية بانه دفع للشركة المنظمة مبلغ 35 الف جنيه استرليني مقابل السماح له للمشاركته .
وهكذا تحولت المؤتمرات العراقية في الخارج الى وسيلة تتكسب منها الشركات المنظمة, التي تخصصت بهذا النوع من النشاط البعيد كل البعد عن اي فائدة ترجى للبلد.
وتحولت هذه المؤتمرات, بفعل منظميها الى مجرد كلمات تلقى ,وموائد وصورتذكارية وجلسات بروتوكولية لاتغني ولاتسمن من جوع.
وما ان يعلن عن انتهاء المؤتمرحتى ينفض /المولد/ والنتيجه /جعجعة من دون طحين/ وتكاليف باهضة تتحملها الجهات المشاركة تدفعها من المال العام الى الشركات المنظمة عن طيب خاطر؟ 
لقد بلغ تمادي بعض هذه الشركات حدا, بان اصبحت تتدخل في الجهات التي تدعوها والجهات التي لاتريد دعوتها, وفي العادة يكون المعيارمن يدفع ؟ , بل حتى اصبحت تتدخل باختيارمن يلقي الكلمات ومن لايستحق ,وحتى باتت هي التي تحدد جدول الاعمال وتسلسل المتحدثين,وشعارها غير المعلن /ادفع قبل ان ترفع / اي ترفع من قائمة المدعوين اوالمتحدثين .
والسؤال الذي مازال يبحث عن جواب مقنع هو,لماذا بيروت اوعمان اوالقاهرة اواسطنبول بدلا من بغداد؟؟ ,واذا كانت حجة الوضع الامني حاضرة, وهي غير صحيحه, بدليل ان عشرات المؤتمرات تعقد في بغداد شهريا من دون حوادث تذكر.
واذا افترضنا صحة هذه الحجة,فلماذا لاتعقد في اربيل اوالبصره اوالنجف اوالناصرية ,وجميعها مدنا آمنه مطمئنة بشهادة الجميع؟؟
ان عقد المؤتمرات العراقية في الخارج اصبح عنوانا للخيبة وبرهانا على الواقع المريروالاصرار على اختيارالعزله, والابتعاد عن الوطن من دون مبررمعقول.
لقد اضحت مؤتمراتنا في الخارج مشاريع للتنظيرفقط ,كما اصبحت فرصة لابتزازالمشاركين واستدراجهم الى مصيدة /الدفع اوالرفع/
دلوني على مؤتمرعراقي عقد خارج الوطن, وحقق نتائج عملية ,باستثناء تلك التي عقدت برعاية اجنبية وجاءت باهداف غيروطنية افادت من شارك فيها من دون ان تفيد الشعب.  
عشرات المؤتمرات الخاصة بالاستثمارعقدت خارج الوطن منذ عام 2003 الى الان, من دون ان تجلب مستثمرا واحدا ؟ فما جدوى عقدها اذن ؟ اليس هذا هدرللمال العام ؟ في ظرف نحن احوج مانكون لتقليص النفقات والتقشف في الصرفيات.
اليس من الاجدى والاجدر ان تصرف هذه الاموال التي تذهب الى جيوب اصحاب الشركات المنظمة لهذه المؤتمرات على تحسين المستوى المعيشي والخدمي بدلا من صرفها على مؤتمرات لا جدوى منها, لاتتعدى الفسحة والفرفشه وتضييع الوقت والمال, وليس البحث عن حلول لما يمر به العراق من ازمات على جميع الأصعدة ,من اجل ذلك لابد من حلول من داخل العراق تاخذ بالحسبان مصلحة البلاد والعباد ,ويكون شعارها /مشروع وطني جامع/  


مشاهدات 1482
أضيف 2016/08/14 - 9:48 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 16085 الشهر 65535 الكلي 7975202
الوقت الآن
الخميس 2024/4/25 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير