عماد الامارة

قال الاكاديمي د. منعم دحام العطية من كلية الادارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية: ان «التنمية المستدامة والسكان قضيتان متلازمتان بترابط وثيق تؤثر كل منهما في الاخرى.ورأى: ان دراسة اثار هذا الترابط والتاثير اصبحت على قدر من الاهمية، ويشغل حيزا كبيرا من جمهور المفكرين والاقتصاديين ، وعلى الرغم من تباين وجهات النظر حول هاتين المسألتين التنمية والسكان ، فان الاساس المشترك والمتفق عليه بشكل لايقبل الشك او الجدل هو ذلك الترابط والتلازم والتاثير المتبادل بين الانسان والتنمية .

قدرات الموارد البشرية

واضاف دحام ان توافر هذه الدراسات والكفاءات بمقام المدخل الرئيس لتحقيق التنمية ورفع قدرات مواردها البشرية، ما ادى الى زيادة استثماراتها في مجال التعليم والبحث وتطوير التقنية ، في ظل مناخ مناسب لاطلاق الطاقات البشرية للثورة العلمية والتكنولوجية.

واشار الى ان الدشراسات العلمية للسكان حظيت باهتمام بالغ من مختلف العلوم المختصة في البحوث المتصلة بالانسان ، حيث تكتسب الدراسات السكانية طابعا متميزا بالنظر الى اهميتها من الوجهة النظرية والعملية بوصفها المؤشر الاساس لمعرفة حاجات المجتمع المادية كالصحة والتعليم والثقافة وغيرها من الحاجات التي لا يمكن الاستغناء عنها نظرا لدورها المركزي في حياة السكان اليومية ، اما من الوجهة الاقتصادية فان الدراسات السكانية لها دورها ايضا في معرفة عدد السكان النشطيين وغير النشطيين وتوزيع القوى العاملة بين مختلف النشاطات الاقتصادية، كالزراعة والصناعة والتجارة من اجل معرفة التوازن من عدمه على مستوى هذه النشاطات .

دلالة الرفاه الاجتماعي

واوضح دحام ، لقد اصبحت الدراسات السكانية في عالم اليوم بمقام المؤشر للدلالة على الرفاه الاجتماعي او نقصه من خلال المقارنات العديدة التي تقدمها هذه الدراسات في ضوء كثير من المشكلات الاقتصادية المطروحة على مستوى كل دولة ، وبالتالي فقد زاد الاهتمام بهذه الدراسات من قبل دول العالم ، واصبحت لها فروع مستقلة تهتم بتطور السكان العددي والجنسي والعمري وغيرها من التفاصيل التي هي من صلب هذه الدراسات ، وفي السنوات الاخيرة ازداد الاهتمام اكثر بهذه الدراسات من خلال التطور الاقتصادي والتكنولوجي وما افرزه من ايجابيات وسلبيات على العالم دخول هذا العلم من بابه الواسع .

تحقيق التنمية المستدامة

وتابع دحام  تكتسب اهمية موضوع السكان من خلال ارتباطه الوثيق بالنشاطات الهادفة الى تحقيق التنمية المستدامة ، فمن ناحية ارتفاع معدل النمو السكاني يستدعي تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة بالشكل القابل للاستمرار ، بهدف رفع مستوى المعيشة للسكان وتوفير فرص العمل المنتج للاعداد المتزايدة الباحثة عن فرص العمل ، ومن ناحية اخرى فان العلاقة بين توافر الموارد البشرية المتاحة ، بل تضم ايضا وعلى قدر كبير من الاهمية نوعية هذه الموارد من حيث قدرتها التعليمية وكفاءتها المهنية المصاحبة للثورة التكنولوجية .