سومو لـ«الاقتصاد نيوز»: عودة تدفق النفط الإيراني إلى الهند والصين يشكل ضغطا على نمو صادرات العراق النفطية
بناية شركة "سومو"

الاقتصاد نيوز ـ بغداد

أعلنت شركة تسويق النفط العراقي "سومو"، ان العراق مستمر بالاستحواذ على المراكز المتقدمة عالمياً بتصدير النفط الخام الى السوقين الرئيسيين في آسيا وهما كل  الهند والصين، مشيرة إلى أن عودة تدفق النفط الإيراني إلى الهند والصين يشكل ضغطا على نمو صادرات العراق النفطية الى السوقين.

وقالت سومو، ردا على أسئلة بعثتها "الاقتصاد نيوز"، إنه "على الرغم من شدة المنافسة بين منتجي النفط الخام في منطقة الشرق الاوسط فضلاً عن باقي المصدرين في الاسواق الرئيسية (أمريكا وأوروبا وآسيا) للاستحواذ على اكبر حصة تسويقية ممكنة في سوق آسيا الذي يعد من الاسواق الواعدة والاكثر عائداً من الناحية المالية، بينت اهم المصادر المعتمدة عالمياً كمؤسسة (S&P Global Platts) وغيرها استمرار نجاح العراق بالاستحواذ على المراكز المتقدمة عالمياً بتصدير النفط الخام الى السوقين الرئيسيين في آسيا وهما كل من السوق الهندي والصيني."

وأضافت أنه "فيما يخص السوق الصيني، فإن العراق هو الوحيد، من بين الدول الخمس الاكبر في نسبة الحصص التسويقية في الصين، الذي حقق ارتفاعا في حصته التسويقية بالصين خلال عام 2020 وساعده ذلك في احتلال المرتبة الثالثة كأكبر موردين النفط الخام الى السوق الصيني. حيث يعتبر السوق الصيني من الأسواق الكبيرة الواعدة الذي حقق ومازال يحقق نموا ملحوظا خلال الفترة الماضية او يمتلك طاقات تصفية كبيرة شهدت مؤخرا استحداث وحدات تصفية جديدة بالإضافة الى نمو الطلب من المصافي المستقلة (Teapots) التي تعد قوة شرائية تعزز الطلب الصيني على النفط الخام العراقي".

وتابعت "أما ما يخص السوق الهندي، فنود أن نؤكد على استمرار العراق بالاستحواذ على الحصة السوقية الاكبر بتصدير النفط الخام الى السوق الهندي وبنسبة (25%) من واردات الهند النفطية لعام 2020. وبحسب هذه البيانات فأن العراق نجح بأن يكون المورد الاول للنفط الخام للسوق الهندي للعام الماضي ليحتل المركز الاول عالمياً وللعام الرابع على التوالي متجاوزاً بذلك كل الدول الرئيسية المنتجة للنفط الخام في منطقة الشرق الاوسط والعالم في واحد من اهم الاسواق الاسيوية والعالمية لاستيراد النفط الخام من حيث المساحة وعدد السكان الذي يبلغ تقريباً (1.3) مليار نسمة اضافة الى استمرار السوق الهندي بتحقيق النمو الاقتصادي مقارنة بباقي الاسواق الاخرى على الصعيدين الاسيوي والعالمي".

وأكدت، أن الآلية المعتمدة في تخصيص كميات النفط الخام الى الشركات العالمية المشترية للنفط الخام العراقي تكون وفقا للكميات المتاحة للتصدير والتي يتم اعلامنا بها من قبل وزارة النفط  التي تكون متغيرة سنويا طبقا لمجموعة من العوامل الفنية واللوجستية وبما ينسجم مع اتفاق دول منظمة اوبك (OPEC) بخصوص حصة العراق من الإنتاج العالمي ووفق استراتيجية شركة تسويق النفط في استهداف الأسواق العالمية وبما يضمن حصص سوقية جيدة  في الاسواق الواعدة منها، ووفقاً لخطة الإنتاج المبنية على أساس اتفاق أوبك والدول المؤتلفة معها لتخفيض الإنتاج،  فقد يتم تخفيض الكميات المخصصة لكافة الشركات العالمية وليس لشركات التكرير الاسيوية فقط وبنسب مختلفة وبحسب الأهداف المرسومة لكل سوق وهذا الاجراء تم تطبيقه من قبل كافة الدول المصدرة للنفط الخام في المنطقة على جميع الشركات العالمية المتعاقدة في هذا المجال."

وبينت أنه من المتوقع ان يواجه السوق الهندي وفرة في المعروض في عام 2021 في حال قيام الرئيس الأمريكي الجديد (Joe Biden) بإعادة احياء الاتفاق النووي مع ايران. حيث يعد النفط الخام الإيراني من اهم النفوط للمصافي الهندية لقرب المسافة بينهما. أيضا نلاحظ ارتفاع واردات السوق الامريكي الى الصين بصورة كبيرة جدا، بالتالي، من المتوقع ان يواجه السوق الصيني وفرة في المعروض خلال العام الحالي والاعوام المقبلة إذا ما أعاد الرئيس الأمريكي الجديد ترتيب العلاقات التجارية بين البلدين خصوصا وان الشركات النفطية الامريكية تبحث عن حصص تسويقية ثابتة في الصين. يضاف لهذا التحدي وفي ظل دعوات الحكومة الايرانية الإدارة الأمريكية الجديدة إلى العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، الذي يعني عودة تدفق النفوط الإيرانية الى السوق الصيني كونها من النفوط المرغوبة والتي تتلائم مع وحدات التصفية الصينية بالنتيجة قد يشكل ضغطا على نمو صادرات العراق النفطية الى السوق الصيني. أخيرا، ان اسعار بيع النفوط الامريكية اقل من اسعار نفوط دول منطقة الشرق الاوسط وهي بذلك تستهدف بناء حصص سوقية لها في اسيا. جميع هذه التحديات وغيرها هي تحت انظارنا ونعمل على وضع خطط تسويقية لتجاوزها ان حدثت في المستقبل، منها إيجاد زبائن جدد مالكي للمصافي ومؤهلين لشراء النفط الخام العراقي.

وحول استراتيجية العراق في تسويق نفطه، في ظل اتفاقية أوبك وحلفائها، قالت ، "تتلخص إستراتيجية العراق في الوصول الى مكانة رائدة عالمياً بالتميز بأعلى مستويات الاداء التسويقي والمساهمة الفاعلة في دعم الاقتصاد العالمي والعراقي من خلال وضع معايير وأسس وآليات تعامل التي بدورها تحقق اقصى رضاء للزبائن وتعمل في ذات الوقت على المحافظة على المركز السوقي للنفوط الخام العراقية وزيادة الحصة السوقية لها والعائدات المتأتية منها من خلال الملائمة والنوعية واعتماد مزيج من الاستراتيجيات التسويقية".

وبينت أنه من اجل تحقيق التكامل في مجال تسويق النفط الخام والغاز، فإن شركة تسويق النفط تعمل باستمرار على تعزيز الاتفاقات البناءة  مع المنتجين وأهمهم دول منظمة أوبك وحلفائها والمستهلكين من جانب اخر وأهمهم المصافي الاسيوية من أجل المحافظة على توازن العرض والطلب الذي يسهم في إيجاد سعر نفطي عادل لجميع الاطراف وبما يخدم المصلحة العامة للبلد.

وختمت سومو حديثها بالقول، إن إتفاق أوبك بلس الذي اقر في نيسان 2020 كان ضروريا وحاسما من أجل معالجة الازمة الناجمة عن  COVID-19 والحيلولة دون حدوث كارثة اقتصادية نتيجة لفائض المعروض الذي ادى الى انخفاض الاسعار بشكل كبير وبذلك كان إنضمام العراق للاتفاق حتميا وضروريا للمساهمة من خلال هذا الاتفاق في عودة السوق النفطية الى مرحلة الاستقرار وبالتالي تحسن الاسعار التي لها تأثير مباشر على واردات العراق،  أما من ناحية التزام العراق بالاتفاق الجديد ضمن المرحلتين الاولى والثانية فقد قامت وزارة النفط بإتخاذ جميع الاجراءات اللازمة والضرورية لتنفيذ الاتفاق وفق الخطط الموضوعة لها بهذا الخصوص، ولوجود التزامات لدى العراق مع الشركات العاملة ضمن عقود التراخيص ادى ذلك في الشهر الاول من الاتفاق الى عدم الوصول الى  نسبة الاتزام المطلوبة من العراق الا انه بعد جدولة كميات التخفيض مع الشركات بدأت نسب التزام العراق بالارتفاع خلال الاشهر اللاحقة بشكل ملحوظ حيث وصلت نسب الالتزام الى اكثر من 100% في بعض الأشهر.


مشاهدات 1139
أضيف 2021/02/08 - 12:02 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 4499 الشهر 65535 الكلي 10546571
الوقت الآن
السبت 2024/10/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير