دافوس: 12 أولوية تجارية في 2021
دافوس

الاقتصاد نيوز ـ بغداد

اقترح تقرير حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي لـ"دافوس"، نُشر على موقع المنتدى، أفكاراً حول 12 مهمة تجارية تحدد أولويات 2021، تتضمن العمل على تسهيل التجارة، وخلق أفضل الممارسات للسياسة الصناعية والانتعاش المستدام، وتحديث القواعد الضريبية الدولية، والتخلي عن المنافسة غير العادلة، وخلق قواعد عادلة وشفافة للسفر بعد الوباء، وتيسير الاستثمار، وتعزيز إعادة التدوير، والاستعداد للتحديات الصحية المقبلة، ومواءمة أدوات التجارة مع طموح المناخ، وبالدرجة الأولى تعزيز قابلية الحياة لمنظمة التجارة العالمية.

ودعا التقرير إلى ضرورة الانتهاء من مفاوضات التجارة الإلكترونية لمنظمة التجارة العالمية، ووصف التقرير التجارة الرقمية والإلكترونية بأنها كانت المنقذة للحياة خلال تفشي كورونا، كما دعا إلى ضرورة تعزيز التواصل بين الأفراد عبر العالم، ومشاركة البيانات مع العالم الخارجي بثقة، وربط أنظمة الدفع الإلكتروني عبر الحدود، وتحدث التقرير عن خيارات وصفها بالأكثر تقدماً في اتفاقية شراكة الاقتصاد الرقمي لمساعدة المستهلكين ورجال الأعمال الناشئين على التنقل عبر الحدود الرقمية.

ويتزامن نشر التقرير مع انطلاقة أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي لـ"دافوس" الذي يصادف يوم الاثنين المقبل 25 كانون الثاني، ويجمع المنتدى تحت مظلته الافتراضية هذا العام، التي فرضها تفشي فيروس كورونا، قادة من أكثر من 60 دولة وصُناع قرار وممثلين عن كبرى المؤسسات الدولية والمالية في العالم.

خروج بريطانيا من أوروبا وخلط الأوراق التجارية

بحسب التقرير الذي أعده بشكل مشترك كل من ون دوهرتي رئيس التجارة الدولية والاستثمار للمنتدى الاقتصادي العالمي، وكيمبرلي بوترايت الرئيس المجتمعي للتجارة والاستثمار في المنتدى، فقد أظهر التعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مدى صعوبة وأهمية فهم الأوراق التجارية والأنظمة والعمل بشكل صحيح، وينطبق الشيء نفسه على كل أنحاء العالم، وليس أقله في الدول الفقيرة.

وقال التقرير إن الدفع العالمي الملتزم لتسهيل التجارة، بناء على اتفاقية منظمة التجارة العالمية السارية منذ 2017، من شأنه أن يؤدي إلى نمو اقتصادي أكثر من إلغاء التعريفات في العالم، معتبراً أن تيسير التجارة أمر بالغ الأهمية في إيصال اللقاحات لمختلف مناطق العالم.

نقص المواد الغذائية والإمدادات الطبية

أضاف تقرير "دافوس" أن المخاوف من نقص المواد الغذائية والإمدادات الطبية، سيطرت على المجتمعات في 2020. وتحدث التقرير عن القيود التي فُرضت على الصادرات، وكيف دعمت دول العالم إنتاجها المحلي بدلاً من الانزلاق إلى الحمائية، وحث التقرير على تعزيز مرونة سلاسل التوريد من خلال تنوع التوريد، إلى جانب تحسين الشفافية في إنتاج ومخزون السلع المهمة، وتحدث عن كيفية إمكانية مساعدة التكنولوجيا المتقدمة في إدارة رؤية سلاسل التوريد والمخاطر.

أفضل الممارسات للسياسة الصناعية والانتعاش المستدام

وبحسب التقرير، فقد تمثلت الاستجابة المفيدة للانكماش الاقتصادي الناجم عن فيروس كورونا، التي شهدناها في نيسان الماضي في مشاركة الحكومات باقتصاداتها، من خلال الإعانات والمشتريات والشركات المملوكة للقطاع العام وغيرها من الوسائل، وحذر التقرير من أن إطالة أمد الإعانات لفترة طويلة جداً، يمكن أن تكون لبعضها تداعيات ضارة عبر الحدود وتؤخر التعافي، وقال التقرير إن الوقت قد حان لإجراء محادثات عالمية حول أفضل الممارسات للسياسة الصناعية والانتعاش المستدام، مقترحاً البدء بطرح ملف الإعانات الضارة لمصايد الأسماك.

تحديث القواعد الضريبية الدولية

وكشف تقرير "دافوس" عن أن أكثر من 30 دولة تعمل من خلال مجموعة الـ20، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على تحديثات القواعد الضريبية الدولية، قائلاً إن من شأن ذلك أن يساعد على الحد من التهرب الضريبي، وبناء الثقة في الأنظمة الضريبية وتجنب النزاعات، وركز التقرير بشكل كبير على ضرائب الشركات والضرائب الرقمية، لافتاً إلى أنه لا يزال هناك مجال لاتخاذ إجراءات بشأن ضريبة القيمة المضافة أو أنظمة ضريبة المبيعات بالإضافة إلى التعاون بشأن ضرائب الثروة.

الظلم التجاري والمنافسة غير العادلة

وبحسب ون دوهرتي وكيمبرلي بوترايت، يعود عديد من الشكاوى حول الظلم التجاري إلى الشعور بالمنافسة غير العادلة، ليس أقلها في العالم الرقمي، ويرى هؤلاء أنه وفقط من خلال تمكين تنسيق سياسة المنافسة وتبني أفضل الممارسات على نطاق دولي، يمكن تقليل مخاطر السلوك الاستغلالي أو الإقصائي، بينما يمكن أن يزدهر الابتكار.

قواعد عادلة وشفافة للسفر بعد الوباء

وتطرق التقرير إلى أشهر السفر التقليدية، التي عادة ما تبدأ من شهر حزيران، متوقعاً تشتتاً لمصير العائلات بسبب إغلاق الحدود المفاجئ في حين أن الطبيعة المتاحة لعمليات التأشيرة بالنسبة إلى كثيرين هي أكثر حدة، ولفت التقرير إلى أن الناس يتمتعون بحقوق أقل في السفر دولياً مقارنة مع الشحن، ويرى ضرورة الخروج من حدود السياسة التجارية التقليدية، ومعالجة الحاجة إلى قواعد عادلة وشفافة للسفر بعد الوباء، فبرنامج التأشيرات الإلكترونية وحقوق السفر من شأنه أن يعطي التجارة وجهاً إنسانياً، ناهيك عن دعم التعليم عبر الحدود والسياحة والخدمات الأخرى التي تضررت في 2020.

محادثات تيسير الاستثمار وإزالة الحواجز

وبحسب تقرير "دافوس"، ظل الاستثمار الأجنبي العالمي يتراجع منذ عقد من الزمان، لكنه لا يزال طريقة رائعة لنشر المعرفة، وهو ضروري للتنمية، وأشار إلى أن إحراز تقدم في محادثات تيسير الاستثمار في منظمة التجارة العالمية، كما هي الحال مع نظيرتها التجارية، يمكن أن يؤدي إلى إزالة الحواجز الاحتكاكية التي تعيق الاستثمار، لا سيما الشركات الصغيرة.

الإنتاج اليومي وإعادة التدوير

وتطرق تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى توجهات إعادة الاستخدام والإصلاح وإعادة التدوير، وإلى تقليل الفاقد واستخدام الموارد، وبحسب التقرير، فإن 8.6 في المئة فقط من إنتاج اليوم يستخدم المواد القابلة لإعادة التدوير، وقال إن قليلاً من سلاسل التوريد العكسية قادرة على العمل عبر الحدود، ما يحد من وفورات الحجم، ويذكر أن دورة المنتدى الاقتصادي العالمي في أيلول المقبل، ستتيح الفرصة لمساعدة إستراتيجيات الإنتاج الدائري (تتم إعادة تصميم المنتجات والمواد، وإعادتها إلى حالتها ما قبل الاستخدام، وإعادة استخدامها للحد من الآثار البيئية) المسؤولة على العمل دولياً، للبلاستيك والإلكترونيات وغير ذلك.

اللقاحات والفئات السكانية الأكثر ضعفاً في العالم

وتوقع التقرير وصول اللقاحات إلى عديد من الفئات السكانية الأكثر ضعفاً في العالم، مشيراً إلى أن النقاشات حول الملكية الفكرية وتسعير الأدوية في ازدياد، ودعا إلى الاستعداد للتحديات الصحية المقبلة، مشدداً على ضرورة أن تكون المحادثات القوية قد جرت حول تأمين وصول اللقاحات الميسورة التكلفة ودعم الابتكار، ومنوهاً إلى أن تحقيق ذلك يحتاج إلى مزيج من استجابات السياسات.

اتفاقية تغير المناخ

بينما تجتمع البلدان في غلاسكو لدفع اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، يجب عليها مواءمة أدوات التجارة مع طموح المناخ، وتحدث التقرير عن إمكانية تخفيض التعريفات الجمركية على المنتجات التي تساعد في معالجة الانبعاثات، وتسهيل التجارة في الخدمات الخضراء، داعياً إلى ضرورة تحييد المخاوف من تسرب الكربون كسبب للتقاعس، سواء من خلال روابط نظام تداول الانبعاثات أو تعديلات الحدود أو غيرها من الوسائل.

منظمة تجارة عالمية قابلة للحياة

وختم تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لـ"دافوس"، بالقول، إن الوقت قد حان للعمل على مؤسسة منظمة التجارة العالمية نفسها، وإبقاء منظمة التجارة العالمية قابلة للحياة من أجل المداولات والوساطة العالمية سيساعد على الحد من التوترات التي لا مفر منها، ولفت إلى أن المنظمة لا تزال أمامها مساحة للنمو كمركز وغرفة مقاصة لأفضل الممارسات ومشاركة المعلومات والصفقات الإقليمية التي تتجاوز دورها الحالي.

وتوقع التقرير أن يواجه المدير العام المقبل لمنظمة التجارة العالمية تحديات هائلة، مشيداً بأداء مديرها العام السابق، البرازيلي روبرتو أزيفيدو، الذي استقال من منصبه نهاية آب، أي قبل عام من انتهاء ولايته الثانية (ثمة سلسلة من المرشحين من أرجاء العالم لتولي منصبه)، ويرى واضعو التقرير أن أزيفيدو نجح في مهامه في خضم تفشي وباء خطير كانت له تداعيات قاسية جداً على التجارة العالمية عبر الحدود، وعزوا هذا النجاح  إلى تبنيه تكتيكات جديدة، واقترح التقرير أن يجرب المدير العام المقبل للمنظمة أساليب جديدة للتجارة.

يذكر أنه منذ وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، والمنظمة الدولية ورئيسها يقفان عاجزين عن فعل أي شيء، تجاه الحرب التجارية الشعواء بين الولايات المتحدة وكل من الصين والاتحاد الأوروبي، وتأمل المنظمة فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة، مع تولي جو بايدن الرئاسة الأميركية، يمكن من خلالها إطفاء الحروب التجارية التي أشعلها الرئيس السابق ترمب مع العالم.


مشاهدات 1206
أضيف 2021/01/23 - 8:42 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 10935 الشهر 65535 الكلي 7654875
الوقت الآن
الجمعة 2024/3/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير