النظام العالمي الجديد مابعد كورونا

سمير النصيري

منذ الأول من كانون الثاني / ٢٠٢٠ يخوض العالم بأسره حربا عالمية ثالثة كما كان متوقعا ولكن هذه الحرب لم تكن بين الدول الكبرى ولا بين الكبرى ودول أخرى ناشئة لأسباب اقتصادية أو للسيطرة على العالم للحصول على مصالح دولية  ولم تشترك في هذه الحرب الأسلحة المتطورة والفتاكة ولم تزج الجيوش في مواجهة جيوش معادية واحتلال دول ومدن كما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانيه ولم يكن هناك حلفاء في مواجهة العدو وإنما كل دولة كانت تقاتل العدو لوحدها . لقد بدأت الحرب قبل مائة يوم في الصين بهجوم شنته جيوش غير مرئية ولا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة وهي ما أطلق  عليها فايروس كورونا أو كوفيد ١٩.وخلال أيام قليلة استطاعت هذه الجيوش من غزو جميع دول العالم وبالتحديد ١٨٠ دولة ولم يستثني قارة دون أخرى أو دولة كبيرة أو صغيرة .وكانت من النتائج الأولية لهذه الحرب الكونية  ان أدت إلى انهيار الاقتصاد العالمي وفشل النظام الصحي العالمي وفشل علماء العالم ومختبرات ومراكز البحوث في الدول الكبرى من إيجاد اللقاح والعلاج لحد الان لمواجهة العدو القاتل وسريع الانتشار ومازال يحصد الاف الأرواح ويصيب الملايين والإعداد في تصاعد وليس هناك مؤشرات متى سوف تنتهي هذه الحرب العالمية .
ان الذي يهمنا هو ماهي نتائج هذه الحرب  بعد أن تنتهي بانتصار العالم . ويمكن من خلال الدراسة والتحليل للأسباب والمتناقضات في النظام 
 العالمي الذي  يسود  قبل كورونا وبشكل خاص في الدول التي تقود العالم اقتصاديا  يمكن التنبؤ بماياتي:‐

١- يتوقع  انهيار الاقتصاد  الأمريكي وانهيار اقتصاديات دول الاتحاد الأوربي وسيعم الكساد العظيم في العالم كذلك انهيار أنظمتها الصحية سيسبب ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة وسيتضاعف اعداد من هم تحت خط الفقر في الدول النامية والفقيرة وفقدان المواطنين في قطاعات اقتصادية مختلفة وظائفهم . وتباطؤ النمو الاقتصادي بنسب كبيرة في أغلب دول العالم .
٢- وان الصراع الاقتصادي بين الصين وأمريكا وانخفاض  نسبة النمو الطفيفة  في الصين بسبب كورونا وتوقع تمكنها بسرعة من تحقيق نسبة النمو المخطط قبل كورونا يقابله انخفاض في النمو الاقتصادي في أمريكا  ودول مجموعة العشرين سيؤدي إلى  انتاج نظام عالمي جديد وينقسم العالم بعدها إلى قطبين كبيرين ووحيدين في العالم وبنسبة متفاوتة وسيحلان بدلا من دول مجموعة العشرين وهما الصين وأمريكا.
٣- والدليل على ذلك حتى وإن الحرب  مازالت مستمرة  مع كورونا   فإن المفاوضات والتفاهمات الاقتصادية بين الصين وامريكا مستمره حاليا للسيطرة على العالم وتقاسم الاستحقاقات وستؤثر سياساتهما على قيادة الاقتصاد العالمي وسيضمحل دور الدول الكبري الاخرى اقتصاديا.
 ٤--ولا يستبعد تعاون دول  الاتحاد الاوربي (اليسار واليمين الاوربيين) لاجل تقليص صلات اوربا بامريكا التي اثبتت انها احد اهم عوامل الازمات في الاتحاد الاوربي اضافة لتدهورها وصعود الصين الحتمي والطاغي ونهوض روسيا فيكون طبيعيا ان تتجه اوربا الجديدة كدول بعد أن يفقد الاتحاد الأوربي وحدته نحو بناء علاقات تعاون قوية مع الصين وروسيا  .
٥‐والاهم ان النظام العالمي الجديد الذي تنتظر البشرية ظهوره بعد أزمة كورونا   سيتشكل حتما وسيكون بقيادة اقتصادية ومالية  واضحة للصين.
٦- كما أن فلسفة إدارة الاقتصاد ستتحول في الأعم الأغلب من اقتصاد السوق الرأسمالي إلى اقتصاد السوق الاشتراكي المعتمد حاليا كايودلوجية منضبطة  في الصين والى رأسمالية الدولة في شرق أوروبا كما هي فلسفة روسيا الان.
انها مجرد توقعات مبكرة  وسيكون الاقتصاد العربي في الأغلب تابعا للقطب الأكبر والأقوى اقتصاديا وهو الصين بعد كورونا  .


مشاهدات 1159
أضيف 2020/04/15 - 11:26 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 9548 الشهر 65535 الكلي 7991663
الوقت الآن
الجمعة 2024/4/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير