البنك المركزي لن يخضع للابتزاز
المستشار الاقتصادي والمصرفي سمير النصيري

بين فترة وأخرى تخرج علينا بعض وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الصفراء والمملوكة لأشخاص معروفة توجهاتهم واغراضهم ذات القصد السيء بالإساءة إلى المؤسسات الاقتصادية الوطنية التي لديها تجارب نجاح واضحة وتعمل بكوادر عراقية وطنية كفوءة.

وان هذه القنوات مدفوعة بمصالح خاصة داخل وخارج العراق وماتقولة وتفصح عنه مدفوع الثمن وانهم يتصيدون دوما بالماء العكر ويستهدفون اقتصادنا الوطني ومؤسساته التي حققت إنجازات واضحه خلال الصدمتين الاقتصادية والأمنية التي مر بها العراق بعد منتصف ٢٠١٤ وساهمت في تحقيق الصمود الاقتصادي ودعمت اقتصادنا الوطني لقد شغلتنا مانشيتات هذه الأبواق وتقاريرهم الصحفية والإعلامية  باستهداف البنك المركزي على مواضيع مكررة ومستهلكة وان الهدف من اجترارها بين فترة وأخرى هو التسقيط الشخصي والابتزاز العلني والتغطية على الإنجازات المتحققة خلال الخمسة سنوات الماضية.

إذن لماذا الاستهداف؟ ان السبب كما ارى أن البنك المركزي يصر  على ضرورة قيام جميع الجهات ذات العلاقة بعمله اليومي داخليا وخارجيا ان تلتزم بالتعليمات والضوابط واللوائح التي تحافظ على الاستقرار الاقتصادي في البلاد  مما سيؤدي  إلى محاربة الفساد وتهريب الدولار للخارج والمحافظ على قوة الدينار العراقي واستقرار  سعر الصرف وبناء الاقتصاد الوطني بشكل سليم.

وبالرغم من انني احترم الرأي الآخر الذي يصدر عن غير مختصين  او من مختصين بالاقتصاد وبالسياسة النقدية بشكل خاص ولكني قد اختلف مع الرأي الذي يحاول تقزيم وتصغير وشخصنة الانجازات التي حققها البنك المركزي  في مواجهة الازمة الاقتصادية والمالية خلال السنوات الماضية وهي اصعب مرحلة مر بها العراق.

لذلك ادعو هؤلاء ان ينظروا ولو لمرة واحدة إلى المحافظة على سمعة الاقتصاد العراقي ومؤسساته المتميزة  لان من غير المنطق ان نسمح لقناة اعلامية عربية معروفة التوجهات والاهداف ضد الصمود الاقتصادي والاستقرار النقدي في العراق  لم يتحقق في دول مرت بظروف مشابه لما يمر به العراق.

ان تكيل الاتهامات على البنك المركزي وتسيء إلى سمعة العراق الاقتصادية دوليا بدون ادلة أو وقائع واضحة وبدون ان يحاسبها احد .

وهذه الجهات هي تعرف قبل غيرها من خلال  الدلائل  والانجازات  ان البنك المركزي العراقي اثبت انه المؤسسة الاقتصادية الاولى من خلال انجازاتة المهمة في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الصمود الاقتصادي والسعي لانجاز الاستقرار الاقتصادي وفقا لاستراتيجيته المرسومة حتى عام ٢٠٢٠.

 والشيء المهم الذي تحقق هو استقرار سعر الصرف وتقليص الفجوة بين السعر الرسمي للدولار الامريكي والسعر الموازي وهو هدف اساسي من اهداف السياسة النقدية وتطبيق سياسات اعادة الثقة بالتعاملات المصرفية الدولية للمصارف العراقية مع المصارف العربية والاجنبية والسعي لبناء قطاع مصرفي رصين ومتين.

وختاما أدعو هؤلاء اتركوا المؤسسات الاقتصادية الناجحة تعمل بهمة عالية وبجهود مضاعفة من أجل العراق واهتموا بمعالجة مشكلاتكم الاقتصادية والمصرفية في بلدانكم لان البنك المركزي العراقي والقطاع المصرفي العراقي لن يخضعا أبدا للابتزاز.

*مستشار مالي ومصرفي


مشاهدات 1541
أضيف 2020/01/19 - 10:04 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 3972 الشهر 65535 الكلي 7520864
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/3/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير