يمر عراقنا العظيم منذ الأول من تشرين الأول/٢٠١٩ بحراك شعبي شبابي واعي لدوره في خلق نهضة العراق الصابر الذي يعاني من صدمات اقتصادية وأمنية وسياسية وفساد مالي وإداري مستشري بشكل منظم في جميع مجالات الحياة لذلك فإن شباب الحراك السلميين يعون جيدا ماذا يحتاج بلدهم من جهود وبرامج واستراتيجيات ومنهجية ينفذها أبناء العراق الوطنيين والكفوئين والمتحمسين للإصلاح والتغيير الجذري والشامل في حلقات البناء الجديد كافه وأهم حلقة والتي تحتل أولوية امام الحكومة الجديدة هو الإصلاح الاقتصادي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وبناء هيكلية إصلاحية جديدة يقودها الخبراء والشباب الواعي والذي تتركز أجندتها على خدمة العراق وشعبه فقط بدون تحزب اوتكتل أو محاصصة.
ان ذلك يدفعنا للتفكير ملياً بأن نستفاد من تجربة الشعوب الشابة والاقتصاديات الناشئة والتي اصبحت الان تشكل اقطابا اقتصادية تؤثر في قيادة الاقتصاد العالمي باعتمادها على قدرات شبابها وكفاءاتهم الوطنية لذلك فنحن بحاجة الآن وبشكل خاص في عام ٢٠٢٠ في الاستفادة من ظروف الحراك الشعبي السلمي في تولي الشباب قيادة نهضة جديدة للبلاد مقرونة بحبهم لشعبهم ووطنهم خصوصا وان العراق مقبل خلال اسابيع على الانتقال الى مرحلة جديدة في تجاوز مرحلة قاسية في السياسة والاقتصاد وسينتقل الى مرحلة انتقالية مهمة ما بعد الحراك تجعلنا نستلهم العبر والدروس بالاعتماد على الشباب العراقي الكفوء والطموح والواعي لاهداف هذه المرحلة في قيادة مؤسسات الاقتصاد الوطني وبمنهجية جديدة تعتمد العلمية والتخطيط السليم والحيوية والاصرار على تجاوز التحديات والتركيز على الشباب المؤمن بقدره وطنه العراق الحبيب وشعبه العراقي الابي في الانتقال الى مرحلة النهضه في البناء السليم للاقتصاد بروح جديدة تحمل جميع طموحات الشباب وتقديم افضل الخدمات والمنتجات العراقية للجمهور وفق نظرة تنطلق من الحرص على التطوير في السياسات والبرامج والرؤى واعتماد التنقيات الحديثة.
وهنا يجب ان يتم دعم خطوات رابطة المصارف الخاصة العراقية بهيئتها الادارية وبفريق الشباب العامل فيها على تحقيق هذا الهدف مستفيدين من خبرات الاجيال السابقة في كافة النشاطات الاقتصادية والمصرفية وتوظيفها وفقاً لقدراتهم وكفاءاتهم وامكاناتهم الشبابية لتحقيق قيادة الشباب لعجلة الإصلاح الاقتصادي في مرحلة النهضه.
وهذا ما تؤكده نشاطات الرابطة (٢٠١٦‐٢٠١٩) وخطتها لعام ٢٠٢٠ في تدريبها وتاهيلها للموارد البشرية المصرفية وطلبة كليات الإدارة والاقتصاد والتنسيق مع البنك المركزي والمصارف والجامعات وتبنيها لتنفيذ برامج لتحفيز وتشجيع الشباب ورواد الأعمال في البدء بمشاريعهم الصغيرة والمتوسطة من خلال دعم وإسناد المحطة وهو مركز لرعاية الشباب ودعمهم وتبني مشاريعهم التنموية وهو الأول الذي أنشئ على مستوى العراق ويمكن تحديد نتائج النشاط التدريبي لشباب للرابطة خلال السنوات الخمسة الماضية بحدود ٥٠٠٠ موظف شاب وشابة وخريجي الجامعات وتركز التدريب في النشاطات الاقتصادية والمالية والمصرفية والإعلام الاقتصادي وهذا دليل على ان الشباب سيقودون الاقتصاد والعمل المصرفي قريباً لانني اؤومن بان من يرعى ويدعم الشباب سيضمن نهضة و مستقبل العراق العظيم.
* مستشار اقتصادي ومصرفي
