خبير دولي: يمكن للكهرباء ان تكون حجر أساس للنمو بالنسبة للعراق ---------------------------------- الاقتصاد نيوز ـ بغداد خلال مؤتمر تزويد العراق بالطاقة الذي عقد ببغداد في مستهل هذا الشهر، انطفأت الاضوية ثلاث مرات بينما كان الخبراء المجتمعون يناقشون سبل اعادة اعمار منظومة الطاقة الكهربائية للبلاد. العطلات التي حصلت تذكر بالمهمة الصعبة لهذا القطاع التي تقع على كاهل وزارة الكهرباء العراقية لتخطيها وتحقيق بعض التقدم بشأنها. ويشير، روبن ميلز، الخبير الدولي في استراتيجية الطاقة واقتصادياتها في تقريره عن قطاع الكهرباء في العراق الى أن هذا القطاع لم يتعاف بشكل حقيقي منذ الاضرار التي لحقت به خلال حرب الخليج الاولى ثم مرحلة الحصار والعقوبات الاقتصادية خلال حقبة التسعينيات وما تبع ذلك من فوضى ونهب خلال مرحلة الغزو الاميركي للعراق عام 2003 وما نجم عن ذلك من عمليات اعادة اعمار متعثرة ترقيعية. معدل توليد الكهرباء لم يصل الى مستوى ما قبل الغزو لحد عام 2008. ابتداء من عام 2012 فقط وصاعدا بدأ معدل التوليد بالنمو بشكل سريع حقا ولكن ما لبث ان تراجع بسبب الحادث العرضي المدمر لغزو تنظيم داعش لمساحات واسعة من العراق عام 2014 تسبب بتدمير معظم البنى التحتية لقطاع الكهرباء في شمالي البلاد وغربيها. من ناحية اخرى فان معدل النمو السكاني في العراق يضيف اكثر من مليون شخص سنويا لتعداد سكان البلد فضلا عن ان هناك طلبا متزايدا على اجهزة تكييف الهواء خلال اجواء الصيف الحارة بالاضافة الى اجهزة التلفاز وامداد الاسواق المركزية المولات المزدحمة التي انشئت حديثا في مناطق واسعة من بغداد بما تحتاجه من طاقة كهربائية. مع توفر الطاقة الكهربائية ربما من 12 الى 16 ساعة باليوم، فانه حتى التقدم الحاصل في اضافة توليد جديد لا يكاد أن يغطي الفجوة الحاصلة. مع الاخذ بنظر الاعتبار من الناحية النظرية وجود محطات توليد بسعة 30 غيغاواط، فان العراق في احسن احواله ولد ما يقارب من 15 غيغا واط خلال العام الماضي. وزادت محاولات التصليح من معدل الانتاج هذا العام ووصلت الى 18 غيغا واط. عمل العراقيون على سد هذه الفجوة من خلال مولدات الديزل المنتشرة في الاحياء السكنية والتي غالبا ما تكون مكلفة وتصدر اصواتا مزعجة فضلا عن التلوث الذي تسببه. على الرغم من الاسعار المدعومة للكهرباء التي تولدها المحطات الحكومية الوطنية فان البيت العراقي يدفع اربعة اضعاف ما تدفعه بيوت في بلدان مجاورة من اجور كهرباء مقابل خدمة رديئة. مولدات الاحياء السكنية غالبا ما تكون غير كافية لتشغيل مكيف هواء رغم ان منظومات التبريد المكلفة الجديدة التي يمكن ان تعمل بها قد اصبحت شائعة. هذه المشاكل ازدادت سوءا مع قطع تجهيزات الغاز والكهرباء من ايران الناجمة عن عدم تسديد الاجور. وكانت الولايات المتحدة قد ضغطت على بغداد لوضع حد لقضية اعتمادها على ايران في استيراد الطاقة رغم انها منحتها استثناء قصير الاجل من العقوبات. اصلاح قطاع الكهرباء يحتاج الى دقة وتدبير: على وزارة الكهرباء ان تتعاون مع وزارة النفط لضمان الوقود لتصل الى معدل الانتاج المطلوب بسعة مناسبة لتتمكن من توزيع الطاقة الكهربائية للجهات الصحيحة. منذ فترة طويلة ومشاريع الطاقة الكهربائية تشوبها حالات فساد حقيقية مع تهم بالفساد بدوافع سياسية فضلا عن البيروقراطية في التعامل. اما الآن فان ضغوطا سياسية خارجية اضافت عائقا آخر. على وزارة الكهرباء ان تزيد من تعرفة الكهرباء وتجبر الاهالي على تسديد الفواتير لكي تتمكن من تغطية تكاليفها وكبح الافراط في الطلب المتنامي على استهلاك الطاقة. ولكن نشطاء واهالي غاضبون يشكون من تردي الخدمات ويرفضون زيادة الاسعار. اتجهت وزارة الكهرباء مؤخرا باهتمامها نحو توليد ما يقارب من 755 ميغاواط من مواقع مختلفة للطاقة الشمسية حول البلاد والتي ستكون بمثابة التجربة الاولى على نطاق واسع للبلاد في مجال الاستفادة من الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية. محطات الطاقة الشمسية غالبا ما تكون قليلة الكلفة ويمكن نصبها بسرعة ولا تعتمد على تجهيزات وقود غير معول عليها ويمكن تواجدها في اماكن قريبة من التجمعات السكنية لتلافي مشكلة خطوط النقل . بامكان العراق ان يستفيد من تجارب البلدان المجاورة مثل الامارات والاردن ومصر في تنفيذ مشاريع توليد كهرباء من خلايا الطاقة الشمسية ويمكن ان يبدأ في بادئ الامر من مشاريع صغيرة النطاق الى مشاريع كبرى من مزارع الطاقة الشمسية. ارتفاع معدلات درجات الحرارة وشحة المياه وانقطاعات مستمرة بالكهرباء غالبا ما تثير غضب الاهالي يرافقها عدم وجود نشاط اقتصادي مستقر. الآن ومع توفر أمن نسبي بامكان الحكومة ان تجد حلولا لمشاكل البلاد العملية. الصبر يجب ان يكون موازيا لعملية التقدم الملموس في هذا المجال خلال العقد القادم للابقاء على الاضوية مستمرة بانارتها من دون انقطاع للابد. المصدر: المدى ---------------------------------- تقارير المحرر : مشاهدات : 1560 أضيف : 2019/07/21 - 11:40 AM تحديث : 2024/03/27 - 10:56 AM https://www.economy-news.net/content.php?id=17304 ---------------------------------- وكالة الإقتصاد نيوز Economy-News.Net