صوت الدينار
زيد كريم الشافعي

تعد من أهم المعضلات التي تواجهها المذاهب الاقتصادية بما تضم من مدارس وأهمها هي الاجابة عن الاسئلة الثلاث الآتية :

1 – لمن ننتج ؟

2 – ما ننتج ؟

3 – كيف ننتج ؟

والتي تخيم على العملية الانتاجية، ويتوجب على مؤسس كل مذهب أو مدرسة اقتصادية أن يجيب عليها لكي يضع الخارطة الانتاجية التي يعدها المثلى لتقود العملية الانتاجية، وبالتالي تحقيق الرفاه للسكان والقضاء أو تقليل الآفات الاقتصادية (البطالة، التضخم، هدر الموارد) وهنا أنفرد المذهب الاقتصادي الأوحد في العالم حالياً (المذهب الرأسمالي) بفكرة ترك (صوت العملة) هو من يجيب على الأسئلة الثلاثة السابقة، مبرراً ذلك بأنه من خلال الطلب على السلع المُعرف من خلال الدينار (أو اي عملة)، يمكن للمخطط الاقتصادي ان يعرف لمن ينتج وما ينتج وكيف ينتج، فعند غياب صوت الدينار عن نوع معين من السلع يتم الابتعاد عن تلك السلع، و تعد غير مرغوبة من قبل الافراد، وبالتالي نعرف لمن ننتج، و بعد معرفة لمن ننتج، يقوم صوت الدينار ويبين ما ننتج من سلع و ما هي كمياتها و نقصد تلك السلع التي تعالى صوت الدينار عليها، و يرجع صوت الدينار ليبين للمنتجين كيف ينتجون من خلال اختيار الطرق الأقل كلفة والاكثر كفاءة في الإنتاج والتي تحقق هدفهم المقصود (الربح).

ومن هنا يمكننا القول أنه يجب أن نتبع هذا الصوت المرشد لقيادة النشاط الإنتاجي العراقي المتلكئ و المتواضع، و كما هو ملاحظ إن خشية اصحاب رؤوس الاموال والمنتجين من الاستثمار مخافة الخسارة ابعدت المنتج المحلي عن الأسواق و حلت محلها السلع الأجنبية، فلو تم تحديد السلع التي ينادي عليها صوت الدينار و اعتبرت ذات أولوية انتاجية وتم دعمها من خلال تقديم القروض للمشاريع التي تنتج هذه السلع لتجيب هذا الصوت لحققنا مشاريع ناجحة ذات أرباح أولاً ووظفنا أيدي عاملة معطلة عن العمل ثانياً.

ولنا أن نتخيل لو قررت الحكومة بأنه يجب أن لا يجيب صوت الدينار إلا السلع المحلية و بدأت بتقديم التسهيلات للمنتجين و منع السلع الاجنبية من إجابة هذا الصوت الرنان الذي سيطرب سماع العجلة الانتاجية ويدعوها لتسير نحوهُ حاملة معها نسب بطالة أقل و مشاريع محلية أكثر، و بالتالي مستوى نشاط اقتصادي أعلى، فالحل بسيط و لا يتطلب إلا تخطيط مسبق و قروض ميسرة و نظام ضريبي صارم في وجه السلع الاجنبية و رؤوف بالسلع المحلية، و حبذا لو وجهت المشاريع الإنتاجية لإجابة صوت الدينار المنادي على الضروريات من السلع و الخدمات قبل الكماليات، فلو أطمئن المنتجين من ناحية نجاح مشاريعهم لسعوا للتوسع بها، و لدعوا بطريقة غير مباشرة المستثمرين الآخرين لمشاركتهم لإجابة هذا الصوت العذب، ولو وصلنا لهذه المرحلة سنكون قد عبرنا شوطاً اقتصاديا طالما تمنينا اجتيازه منذ أمد، و لتوجهنا نحو أشواط اقتصادية أكثر فعالية و ذات انعكاس ايجابي أكبر على إجمالي النشاط الاقتصادي، فالأمر ليس بالشيء الصعب المستحيل، بل هو سهل يسير فقط يحتاج أن نسمع صوت الدينار و نعمل على أن نجيبه بسلعنا المحلية بدلاً من السلع المستوردة.

 

* باحث إقتصادي

 


مشاهدات 2185
أضيف 2019/05/05 - 1:42 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 3546 الشهر 65535 الكلي 7895977
الوقت الآن
السبت 2024/4/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير