الاقتصاد نيوز _ بغداد
أعلن الاتحاد الأوروبي، الخميس، عن توقيعه عقود بقيمة 57.5 مليون يورو مع الأمم المتحدة لدعم إعادة استقرار وتعافي الموصل، متعهدا بـ 20 مليون يورو إضافي في الشهر المقبل.
وقال الاتحاد في بيان تلقت "الاقتصاد نيوز" نسخة منه، إن "وفد من الأمم المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي في العراق زار عدداً من المشاريع الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي والمنفذة من قبل الأمم المتحدة في الموصل ليطلعوا بأنفسهم على التطهير وإعادة الاستقرار وإعادة التأهيل واعمال التطوير الجارية في المدينة الواقعة شمالي العراق بعد مضي أكثر من عام على تحريرها من داعش".
وأضاف، أن "هذا الامر الجهود المشتركة في مرحلة العراق ما بعد داعش وقام الاتحاد الأوربي بتوقيع عقد مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بقيمة 47.5 مليون يورو وعقداً اخر مع دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بقيمة 10 مليون يورو وأعلن الاتحاد الأوربي عن منحة قيمتها 20 مليون يورو إضافي كدعم لمنظمة اليونيسكو مع 15 مليون يورو أخرى لمنظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (فاو) والتي من المتوقع ان يتم توقيعها في شهر كانون الثاني من عام 2019".
من جانبه، قال مدير الاتحاد الأوروبي للتعاون في التنمية لأسيا واسيا الوسطة والشرق الأوسط والخليج ومنطقة المحيط الهادي بيير اميلهات، بحسب البيان: "لقد عانى الشعب العراقي بما فيه الكفاية وان البلد على عتبة الدخول بمرحلةٍ متجددة من بناء الدولة".
واكد: "الالتزام القوي للاتحاد الأوربي والشركاء من الأمم المتحدة بالأخذ بيد العراق في هذه المرحلة الحرجة، وقد سنحت لنا جميعاً فرصة لبناء بلد شمولي ويعمل على نظام المحاسبة وايضاً بإمكاننا إعادة الثقة ما بين الشعب وحكومتهم بالتزامن مع هزيمة داعش على الأرض، ان هذه المبادرة المتشعبة ستعمل على وصل النقاط ما بين عناصر إعادة الاعمار وستساهم بدرجة فعالة بتحسين وضع الشعب العراقي".
بدوره، ذكر ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعراق المقيم جيراردو نوتو: "نحن ممتنون للاتحاد الأوروبي على هذه الشراكة الممتازة، نحن نتكاتف في توفير العون لشعب العراق لكيلا نترك احداً خلفنا في جهدنا الساعي لتحقيق اهداف التنمية المستدامة لعام 2030 والتي تلتزم بها جميع بلدان الاتحاد الأوربي، ان هذا ليس إلا مثالاً عملياً اخر للدعم المقدم لسلطات ومواطني العراق خلال الجهود الهادفة لإعادة ثقة المجتمعات المحلية وإعادة بناء مؤسسات الدولة من اجل تحقيق تكافل اجتماعي جديد من اجل ادامة السلام وتحقيق التنمية المستدامة".
وتابع البيان، أن "وفد الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بزيارة الموصل القديمة في وقتٍ سابق والتي شهدت أعتى القتال وأشد درجات الدمار وتفحصوا ايضاً أعمال إعادة الاعمار في مسجد النوري وهو رمزُ تاريخ وثقافة الموصل والذي قامت داعش بتدمير منارته الحدباء المائلة عمداً قبيل انسحابهم من المدينة، يعد العمل الجاري جزءاً من المشاريع الجارية لإصلاح المواقع التراثية من قبل منظمة اليونيسكو في الموصل القديمة بتمويلٍ من الاتحاد الاوروبي".
وبين، أن "اليونيسكو قامت بإطلاق حملة "إعادة احياء روح الموصل" وهي مبادرة مدعومة من قبل حكومة العراق وتتماشى مع إطار التخطيط الأولى لإعادة اعمار الموصل والذي تم تطويره بصورةٍ مشتركة من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة اليونيسكو بالتعاون مع حكومة نينوى المحلية من أجل إعادة اعمار التراث الثقافي العريق للموصل، ان استعادة الهويات ضمن مجتمعات الموصل والمناطق المحررة الأخرى في العراق سيساهم في المصالحة ويروج لمجتمعات تمتاز بالعدالة والسلام والشمولية".
وقالت مديرة منظمة اليونيسكو في العراق لويز هاكاثوزن: "ان اليونيسكو ممتنة للغاية لمساهمة الاتحاد الأوربي بإعادة اعمار الموصل القديمة كجزء من مبادرة اليونيسكو المعنونة ‘إعادة احياء روح الموصل’. تساهم هذه المعونة بإعادة اعمار أحد أبرز مدن العراق وأكثرها رمزيةً والتي لاقت دماراً جسمياً. منا وتفيد بصورة مباشرة المجتمع المحلي من خلال توفير المهارات والوظائف لألاف الشباب".
وأضاف لويز هاكاثوزن قائلة: "نحن سعيدون على وجه الخصوص بكون جزءٍ من هذه المساهمة مخصص لإعادة الاعمار المدن لمدينة البصرة القديمة وهي معلمُ تاريخي اخر من مدن العراق".
وتعمل منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي معاً في الموصل لإعادة اعمار المنازل المتضررة وإصلاح البنى التحتية الثانوية وإعادة تهيئة المرافق العامة كالمدراس من اجل ترويج بيئة سرعة الاستجابة العمرانية للمباني وتضمين الشباب في إعادة تصميم المساحات المفتوحة العامة. وعبرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في العراق السيدة يوكو أوتسوكي عن امتنانها لدعم الاتحاد الأوربي قائلة: "ان هذا الدعم سيساهم في استمرارية تحسين ظروف العيش للشعب العراقي من خلال الاستثمار في التعافي المجني وفرص العمل وخلق الدخل في المناطق المتضررة من النزاع."
وبحسب البيان، أن "الوفد قام بزيارة جامعة الموصل أيضاً والتي كانت في وقتٍ مضى مركزاً للعلم في العراق وقام داعش بتحويلها لمركز قيادة ومخزن أسلحة، وتعرضت جامعة الموصل والتي تعد ثاني أكبر جامعة بالعراق لأضرار جسيمة ومن المقدر ان كلفة اعمال إعادة الاعمار تتراوح ما بين 350-500 مليون دولارٍ امريكي. لقد تم إزالة المخاطر المتفجرة من الجامعة ومن ضمنها العبوات الناسفة المبتكرة".
ولفت إلى، أن "عمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام يقع في صميم جهود إعادة الاستقرار والاعمار مع الاخذ بنظر الاعتبار بأن جهود إعادة الاستقرار عودة النازحين لا يمكن ان تكون مستدامةً بدون الحرص على خلق بيئةٍ امنة وقد وقع الاتحاد الأوربي عقداً يمنح دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تبلغ قيمته 10 ملايين يورو من اجل الاستمرار بأعمال التطهير للمستشفيات والمدارس والطرق والجسور وأماكن العبادة والاحياء الملوثة".
وقال مدير البرنامج الاقدم لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العراق اليد بير لودهامر: "نحن ممتنون للغاية للدعم المقدم من المجتمع الدولي وبالأخص الاتحاد الأوربي وبفضل هذه المساهمة ستتمكن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العراق من توسعة قدرات التطهير في الموصل وايضاً نشر قدراتٍ إضافية في سنجار".
وقد ساهم الاتحاد الأوروبي بما مجموعه 184.4 مليون يورو منذ عام 2016 من اجل دعم إعادة الاستقرار والجهود الإنسانية التي قامت بها الأمم المتحدة دعماً لحكومة العراق.