وكالة الإقتصاد نيوز

مصرف حمورابي الجسري لـ«الاقتصاد نيوز»: استطعنا حل مشاكل العديد من زبائن مصرف دار السلام بتسديد 40 مليار دينار
ماجد الصوري


الاقتصاد نيوز ـ بغداد:

أعلن رئيس مجلس إدارة مصرف حمورابي "الجسري"، ماجد الصوري، حل المشاكل التي واجهت زبائن مصرف دار السلام للاستثمار عبر تسديد مبلغ 40 مليار دينار، مشيرا إلى أن المصرف الجسري بالمفهوم الاقتصادي هو الانتقال من مرحلة الانهيار الى مرحلة اعادة التنظيم والهيكلة لاحد المصارف.

وقال الصوري في حوار مع "الاقتصاد نيوز"، إن "الفترة الزمنية للمصرف الجسري تتراوح من سنتين الى ثلاث سنوات بإدارة وملكية البنك المركزي"، موضحا أنه "من خلال اجتماعاتنا المتكررة في مصرف حمورابي، نعمل على وضع خطة طموحة لإعطاء ائتمان لعدة جهات وتقديم مختلف الانشطة المصرفية"، إلى تفاصيل الحوار:

ماذا نعني بالمصرف الجسري؟

المصرف الجسري بالمفهوم الاقتصادي هو الانتقال من مرحلة الانهيار الى مرحلة اعادة التنظيم والهيكلة لاحد المصارف، ولكن ليس للمصرف القديم، وانما للموجودات الجيدة كليا او جزئيا وتنتقل الى المصرف الجسري. وفكرة المصرف الجسري موجودة منذ فترة طويلة جدا، وحصلت تجارب كثيرة في العالم بهذا الخصوص واهمها في الولايات المتحدة الامريكية، اذ هناك ما يقارب 200 مصرف تم تحويلها الى مصارف جسرية واعادة تأهيلها، كما ان الفكرة تم تطبيقها في مصارف لبنان ومصر وبولونيا ونيجيريا، وبعضها بأساليب مختلفة.

مصرف حمورابي هو اول تجربة للعراق في مجال المصارف الجسرية، ومحافظ البنك المركزي العراقي الدكتور علي العلاق فضّل ان يحمل المصرف اسم مصرف حمورابي التجاري.

ما هو سبب اختيار مصرف دار السلام لتطبيق فكرة المصرف الجسري؟

البنك المركزي العراقي اختار هذا المصرف لجعله مصرفا جسريا وذلك لضخامة الاموال المودعة فيه، وايضا لكثرة المخالفات الموجودة فيه، بالاضافة الى وجود شركات محلية ودولية وافراد كثيرين موجودين في هذا المصرف، اذ بلغ عدد الزبائن بحدود 18 الف زبون، وعلى هذا الاساس تم تقبل فكرة المصرف الجسري بمجرد طرحها، كما انها لاقت قبولا من قبل الدائنين باعتبارها تعطي الامل في انقاذ اموالهم حتى لو كانت عن طريق "الرسملة".

 

وتعتبر تجربة "الرسملة" للديون في مصرف دار السلام اول تجربة، ليس في العراق وانما في اغلب دول العالم، بمعنى ان تأتي ديون المصرف القديم الى مصرف حمورابي كرأس مال وليست كديون باعتبارها مبالغ كبيرة جدا.

 

هل تمكن المصرف من حل مشاكل الزبائن ؟

-خلال هذه الفترة وبإدارة البنك المركزي وبمساندة السيد المحافظ استطعنا حل الكثير من مشاكل الزبائن الذين لديهم حسابات صغيرة في المصرف، وسددنا خلال السنتين الماضيتين بحدود 40 مليار دينار، ويعتبر مبلغا كبيرا جدا، وان نجاح تجربة المصرف الجسري هي الاساس في تكرار التجربة في العراق، ولكنني اتمنى ان تكون المصارف الاهلية على مستوى عال من الاداء الجيد والالتزام بكل القواعد والتعليمات التي يصدرها البنك المركزي العراقي، وان لا تكرر التجربة في استخدام المصارف الجسرية.

وبالمقابل، الوضع الاقتصادي العام في البلد غير مستقر، والعراق مازال يعاني من عقبات كبيرة في فرض الانظمة من قبل البنك المركزي، لذلك ماتزال بعض المصارف متعثرة، والان البنك يدرس امكانية تحويلها الى مصارف جسرية.

 

ما هي الفترة الزمنية المحددة للمصرف الجسري؟

-الفترة الزمنية للمصرف الجسري تتراوح من سنتين الى ثلاث سنوات بإدارة وملكية البنك المركزي. وقانون المصارف في المادة 61 الفقرة السادسة والمادة 67 بكل موادها، والمادة 84 تتكلم عن كيفية التعامل مع المصرف الجسري، ومن حق هذا المصرف ان يأخذ كل او جزء من الموجودات والمطلوبات الجيدة التي يقررها هو من المصرف القديم.

المشكلة الاساسية التي واجهت المصرف هي عدم وجود تجربة سابقة للعراق في هذا المجال، لذلك هناك بعض القضايا التي يجب تفسيرها في قانون المصارف والتي لا يستطيع مسجل الشركات والتسجيل العقاري ان يلتزمان بها، وللأسف الشديد لغاية الان لا يوجد لدى مسجل الشركات تجربة سابقة ليقوم بتسجيل مثل هكذا مصارف، ما اضطرنا الى الاعتماد على قانون المصارف بشكل كامل، خاصة وان ملكية المصرف ملكية كاملة، وبعد ذلك من الممكن تحويلها الى شركة مساهمة خاصة.

 

ومن اجل الحصول على المزيد من التفاصيل والاجابة على عدد اكبر من الاسئلة والايضاحات بشأن المصرف، استكملت مجلة المصارف الحوار مع الدكتور احمد عبد المهدي المدير المفوض لمصرف حمورابي.

ماهي اسباب تعثر مصرف دار السلام؟

 

-بعد التعثر الذي حصل في مصرف دار السلام، تم تشكيل لجنة لدراسة الوضع المالي للمصرف، وتبين لنا من خلال الاطلاع على الحسابات والبيانات المالية ان المصرف مطلوب مبالغ كبيرة جدا قد تصل الى 450 مليار دينار، بسبب سوء الادارات المتعاقبة، ولكن السبب الرئيس في هذا التعثر هو انسحاب مصرفHSBC البريطاني عام 2013 من الساحة العراقية او من ساحة الشرق الاوسط بسبب تعرضه الى عقوبات دولية من قبل الولايات المتحدة الامريكية، ما ترك الساحة فارغة وعرضة لتصدي بعض الاشخاص غير المؤهلين لإدارة مصرف دار السلام، وبالتالي مر المصرف بحالة تعثر كبيرة ولّدت بدورها التزامات ومبالغ كبيرة مطالب بها الى عدة جهات، ما دعا اللجنة الى الى تقديم توصية لمجلس إدارة البنك المركزي بفكرة معالجة هذا التعثر من خلال تطبيق فكرة المصرف الجسري، وبعدها حصلنا على موافقة من قبل ادارة البنك المركزي ودعم هذه الفكرة.

 

 

هل واجهت فكرة تطبيق المصرف الجسري اعتراضات ؟

 

-نعم، فكرة المصرف الجسري واجهت العديد من الاعتراضات من قبل المختصين بهذا التوجه، ولكن بعد ان تفاجأنا بالاموال الكبيرة المودعة من قبل الزبائن بمصرف دار السلام، وصلنا الى قناعة بانه لا يمكن تعويض هذه المبالغ من خلال ضخ البنك المركزي للاموال فيه، لذلك اقترحنا عمل فكرة المصرف الجسري من اجل العمل وفق خطوط يضعها البنك المركزي، والخطوة الاولى كانت بافتتاح المصرف ونحن في طور إعداد خطة طموحة لتقديم عدة نشاطات مختلفة للزبائن.

 

هل هناك مصارف اخرى متعثرة ممكن تطبيق فكرة المصرف الجسري بها ؟

 

-البنك المركزي، وحسب القانون حدد ثلاث سنوات لفترة عمل المصرف الجسري، ولكن هناك افكار بإضافة عدد من المصارف المتعثرة وافكار اخرى من الممكن ان يتم طرحها مستقبلا في الساحة، وبحسب التقديرات الحالية، فإن هناك اربعة الى خمسة مصارف متعثرة والتي تعد مشكلة كبيرة بالنسبة للمتعاملين مع هذه المصارف.

 

ومن خلال اطلاعنا على الجمهور وجدنا معاناة كبيرة في حال تعثر المصرف المتعاملين معه، وبالتالي سمعة المصرف السيئة تعطي انطباعا مأساويا لدى الناس وعدم ثقة بالمصارف، وهذا ما دفع البنك المركزي لإعداد خطة وبدء العمل بها بهدف اعادة الثقة بالقطاع المصرفي وزيادة الشمول المالي في البلاد وعدم توجه الجمهور الى الاكتناز في بيوتهم للاموال التي يمتلكونها ودفعه الى التوجه بهذه الاموال الى القطاع المصرفي، وبالتالي سيحصل المواطن على عوائد مالية من خلال الفوائد، كما تكون الفرص متاحة للقطاع المصرفي للاستثمار بهذه الاموال.

 

ماهي خطوات مصرف حمورابي لاكتساب ثقة المتعاملين معه ؟

 

-من خلال اجتماعاتنا المتكررة في مصرف حمورابي، نعمل على وضع خطة طموحة لإعطاء ائتمان لعدة جهات وتقديم مختلف الانشطة المصرفية بالإضافة الى افكار طموحة جدا، ونطمئن الجمهور بان مصرف حمورابي قادر على تلبية طموحاتهم، والايام ستبثت اننا قادرين على اعطائهم الثقة الكاملة، والسبب في ذلك ان المصرف مدعوم ومدار من قبل البنك المركزي العراقي بكامل رأس المال للمصرف، لكن بالمستقبل سندخل بالاستثمارات وسنعمل على جلب المودعين الخاصين بمصرف دار السلام المتعثر وعمل الرسملة لهم، وهو توجه للبنك المركزي للحفاظ على اموالهم، وبالتالي قد تكون هناك احباطات وتعثرات قديمة بالنسبة للمودعين، لكن المستقبل القريب سيثبت للزبائن ان مصرف حمورابي هو مصرف يعمل وفق المعايير الدولية وبرقابة واموال البنك المركزي لجذب الجمهور وتقديم كافة الخدمات والانشطة التي تساعد على اختصار الوقت والكلف.

 

وصدرت مؤخرا التعليمات الخاصة بشركة تأمين الودائع، وتعتبر بابا من ابواب الطمأنة للجمهور، وسوف تضمن، بنسب معينة، لودائعهم، كما ان البنك المركزي سيكون ضامنا لجزء آخر منها، وبالتالي لا يمكن التلاعب بتلك الاموال في المستقبل، وان البنك سيدخل برامج الكترونية متعددة للسيطرة والرقابة على المصارف، وكل هذا من شأنه ان يحافظ على تلك الاموال واستثمارها بالتوجه الصحيح.

 

ما هو دور مصرف حمورابي في الشمول المالي ؟

 

-البنك المركزي يعمل بجد في هذا الاتجاه وتطوير مبدأ الشمول المالي، ومصرف حمورابي سيكون احد ادوات البنك التي تعمل على توجيه الجمهور نحو استثمار الاموال وعدم اكتنازها في بيوتهم، ومن خلال دراستنا تبين لنا ان اغلب الافراد العراقيين يمتلكون الكثير من الاموال والطاقات والامكانيات ولكنها غير مستغلة، كما ان الفترة المقبلة ستكون فترة توجه علمية بنقل هذه الاموال وبإدارة مالية لاستثمار هذه الاموال وتوجهها توجيها صحيحا.

 

ما هو دور المصرف في مشروع توطين الرواتب ؟

 

-موضوع توطين الرواتب هو نافذة من نوافذ الشمول المالي التي تقرب الجمهور من هذا الشمول بصورة عامة، وتوجهت لهذا الموضوع الكثير من المصارف بضمنها مصارف حكومية، ولكن بالفترة الحالية الجماهير لديها ثقة اكبر بالمصارف الحكومية كونها مدعومة من قبل البنك المركزي وبالتالي تكون مسنودة منه من خلال دعمه في حال تعرضه للتعثر. ومصرف حمورابي لديه توجه بالعمل في مشروع توطين الرواتب ولكنه متريث بالوقت الحاضر، لان العديد من الوزارات ودوائر الدولة متوجهة الى المصارف الحكومة، ونحن سنتوجه بخدماتنا الى هذه الدوائر والوزارات ونعمل على توجيه الانشطة المصرفية وتقديم ما يطمئن الجمهور من خلال توطين الرواتب ومنح القروض والتسهيلات المصرفية الاخرى.

 


مشاهدات 6948
أضيف 2018/10/24 - 12:01 PM
تحديث 2024/03/29 - 5:18 PM

طباعة
www.Economy-News.Net