«إستثمارت وهمية» تمنع تدفق نفط ميسان
موقع المصفى

 

الاقتصاد نيوز ـ بغداد

يغفو شباب محافظة ميسان على أمل إيجاد فرص عمل ملائمة لهم في مصفى محافظتهم. لكنهم يُصدمون حين يشاهدون موقع المصفى ليس سوى صحراء قاحلة.

يعاني أغلب سكنة أرياف المحافظات الجنوبية من "فقر مدقع". إذ تعيش بعض العائلات على أقل من 1.25 دولار يومياً.

في فيديو على موقع "يوتيوب"، يقف رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، وخلفه ثلاثة أعلام عراقية، وعلى يمينه، حسين الشهرستاني، نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة أنذاك، وعلى يمن الاخير، يقف شفيق ثابت، المستثمر اللبناني الفائز بعقد استثمار مصفى ميسان الدولي.

قرّب المالكي فمه من المايكروفون قائلاً "اليوم نوقع على أول مشروع استثماري يقوم به القطاع الخاص.... بالتوفيق لوزارة النفط وللشركة التي يرأسها الاستاذ شفيق. موفقين ونتمنى لهم النجاح ونشد على ايديهم ونتعاقد لهم بتسهيل مهمتهم في بناء هذا المصفى ونتنمى عليهم الاسراع واختصار الزمن ايضاً.. شكراً جزيلاً".

https://www.youtube.com/watch?v=faYcf-zmumg

مر على هذا المشهد أكثر من ثمانية أعوام. ما زال الوضع على ما هو عليه.

إستثمار وهمي

مجلس محافظة ميسان ممتعض ويائس من عدم إكمال الشركة لمصفى المحافظة ويصف خطواتها بالـ"بطيئة".

ياسر نعمة، عضو مجلس المحافظة، قال لـ"الاقتصاد نيوز"، إننا "لم نلتمس عمل على أرض الواقع.. مجرد توقيع مذكرات تفاهم.. خطوات الشركة جداً بطيئة".

فيما يتعلق بتلكؤ الشركة وتباطئها، رمى نعمة، الكرة في ملعب وزارة النفط، لان الموضوع متعلق بالوزارة كونها مشاريع استثمارية وزارية، مكرراً "تقييمنا لواقع الشركة هي فرصة وهمية".

وأضاف "لم اتوسم خيراً بوجود هذه الشركة. ودائماً ما تدخل الشركات الصينية على خط الاستثمار لأنها الوحيدة التي تعمل في البيئة العراقية فالشركات التركية بدأت بالانسحاب".

وكشف، عضو مجلس المحافظة، أن المجلس سأل "عن مصادر تمويل الشركة ومقرها واتضح انها شركات وهمية"، متابعاً "طرحنا جملة من الاستفهامات التي تثير شكوك الحكومة المحلية الى وزارة النفط في اجتماع مجلس الوزراء الذي عُقد بناءً على مطالب المتظاهرين لكننا لم نتلق اي اجابة منذ الشهر الثالث هذا العام".

وأكد أن محافظة ميسان بحاجة الى المصفى لتغطية احتياجاتها واحتياج المحافظات المجاورة.

أما وزارة النفط، فبعد ثلاث سنوات من توقيع العقد مع الشركة المستثمرة، اكتشفت عدم قدرة الاخيرة على أنجاز العمل في المصفى.

وقال وزير النفط، جبار اللعيبي، في تصريح نقلته صحيفة "الصباح" الرسمية، إنه "وقع عقد في 2015 لإنشاء مصفى استثماري في العمارة بطاقة 150 الف برميل يوميا، لكن طيلة تلك المدة لم تباشر الشركة العمل على الرغم من مفاوضاتنا المستمرة مع المقاول".

المتحدث باسم الوزارة، عاصم جهاد، اكتفى بالقول "وزارة النفط انذرت الشركة بالمباشر خلال شهر، واستجابت الشركة لذلك". ولم يحدد متى تم الإنذار لعدم توفر المعلومات الكافية لديه.

وكشف تقرير لموقع "اراك بيزنز نيوز" البريطاني، بعد 4 أيام من انطلاق العمل بالمشروع، كشف عن "فضيحة" متعلقة بعقد أبرمته وزارة النفط مع شركة "ستاريم" السويسرية في مصفاة ميسان والبالغة قيمته 6.5 مليار دولار، مشيرا إلى أن الشركة مفلسة من الأساس ولديها قضايا قانونية مازالت في المحاكم.

وذكر التقرير إن "وزارة النفط العراقية أعلنت أنها ألزمت شركة ميسان الدولية للمصافي (في الواقع الشركة السويسرية المفلسة ستاريم) بالتوقيع على تعهد بان تبدأ العمل على مصفاة ميسان خلال 30 يوما وإلا فسوف يتم إنهاء العقد دون أن تترتب على الوزارة أية نتائج قانونية ومالية".

مصفى ميسان الذي تصل طاقته الانتاجية الى 150 ألف برميل يومياً، من المؤمل ان يوفر 3000 فرصة عمل لأبناء المحافظة، لكن عليهم الانتظار طويلاً.


مشاهدات 2084
أضيف 2018/10/18 - 11:22 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 14006 الشهر 65535 الكلي 7657946
الوقت الآن
الجمعة 2024/3/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير