الاستهلاك العائلي في رمضان يتضاعف لكنه يبقى يدور في فلك التبذير والإسراف ----------------------------------   الاقتصاد نيوز ـ بغداد تزخر الموائد الرمضانية في البيوت، بأشهى الاكلات وألذها، إذ تتسابق ربات البيوت لإبراز عضلاتهن على تلك الموائد، الا ان مصير الاكلات غالباً ما ينتهي في سلات المهملات، بسبب ضعف الثقافة الاستهلاكية عند أغلب العوائل. وتتبادل بعض العائلات العزائم فيما بينها، خلال الاماسي الرمضانية، وكل عائلة تقدم مجموعة من الاكلات التي تزيد عن حاجة الحضور، وهو ما يؤدي في نهاية الامر الى تبذير لا مبرر له. وفرق الباحث النفسي سعد العلياوي، بين مصطلحي الاسراف والتبذير، في مقابلة أجرته معه الاقتصاد نيوز، قائلا، إن التبذير يتعلق بصرف الاموال في غير محلها لكن الإسراف يعني الزيادة في المأكل والمشرب على غير الحاجة الطبيعية للإنسان. وأمضى العلياوي حديثه بالقول، إن اسباب الإسراف تتعلق بوجود خلل نفسي بشخصية الفرد وفي الغالب يكون متوارثا، أو أنّ الحاجات غير المشبعة لدى الفرد هي من تدفعه للتصرف بلهفة وبلا صبر، ويعتقد أن ذلّك يجعلّه مستّقراً نفسياً. ولفت إلى أن أفراد المجتمع يصيبهم هوس طفيف خلال شهر رمضان يدفعهم للإسراف، فتزدحم الاسواق بالمتبضعين وكأن الحاجات ستختفي، إذن هي رغبات قوية تدفع الفرد لسلوك الإسراف في محاولة منه لإرضاء اضطراباته النفسية. ولفت الى أن الإسراف في شهر رمضان، قد يعتبر علامة من علامات الاكتئاب النفسي، إلا أن الانسان يتصوره نوع من أنواع التباهي عبر تنويع الاطعمة امام الاخرين في الولائم، مشيراً الى أن الصائم يمتلك قوة داخلية تجاه الأطعمة مما يقوم بشرائها وأكلها عند الإفطار. وفي ظل هذا الإهدار والإسراف الحاصل في اغلب البيوت، تُظهر الاحصاءات الرسمية وصول نسبة الفقر في العراق خلال 2018، الى 30.، واطلقت الحكومة العراقية استراتيجية تخفيف الفقر 2018 – 2022 بالتعاون مع البنك الدولي، وخصص لها مبلغ 3.4 مليار دولار لتنفيذ 32 مشروعاً، وتستهدف الاستراتيجية تخفيف نسبة الفقر بنسبة 25 في العام 2022. وبالحديث عن الاسراف الحاصل في شهر رمضان، قالت، زهراء حسين 23 سنة، ربة منزل، في حديثها لـالاقتصاد نيوز، إن نسبة إنفاق عائلتها خلال الشهر تضاعف، إذ تحرص عائلتي على توفير صناديق اضافية من الماء المعقم وعصائر بكميات كبيرة وانواع مختلفة، بالإضافة الى الاكلات التي تفضلها العائلة، مشيرةً الى ان الكثير من هذه الاكلات تزيد عن حاجة العائلة. ولفتت حسين الى ان والدتي ومنذ إن بدأ شهر رمضان، صارت تُعِد سفرة بالاكل الزائد عن حاجة العائلة وتذهب به الى عائلة فقيرة تقطن بالقرب من بيتنا، بدلاً عن اتلافه في سلة المهملات. وأشار علي صاحب، الذي يعمل مدرساً في مدرسةً ابتدائية، الى صعوبة الاحتفاظ ببعض الاكلات، كونها يجب ان تؤكل بعد الطبخ مباشرة. فيما أكد، أحمد باسم 20 سنة، لـالاقتصاد نيوز، إن انفاق العائلة خلال رمضان زاد بنسبة قليلة لكنها بقيت محافظة على النسبة الطبيعة للأكلات وبلا إسراف وتبذير. حلول ومعالجات ونطرح هنا مقترحين، نعتقد انهما يساهمان بتقليل الهدر والاسراف في الطعام، الاول يتعلق بـبنوك الطعام التي تُعد إحدى الوسائل الفعالة للقضاء على اهدار الطعام الحاصل في أغلب شهور السنة، ورمضان بصورة خاصة، وتهدف هذه البنوك للحد من فقدان وإهدار الغذاء داخل المجتمعات مع تحسين عملية إتاحة الغذاء والتأكيد على جودته والقدرة على تحمل التكلفة بالنسبة للفقراء. والثاني، فرض الغرامات المالية على الذين يتركون فائض طعام في أطباقهم بالمطاعم. بينما قال أستاذ علم الاجتماع، الكويتي يوسف غلوم، في تصريح نقله موقع ساسة بوست، إن «ظاهرة هدر الطعام لا ترتبط بمدى رفاه المجتمعات ماديًا، بل بالثقافة المنتشرة فيها»، ويضيف «السلوك السلبي للاستهلاك، والمتعلق أحيانًا بالعادات والتقاليد، خصوصًا في حفلات الزواج والمناسبات التي تشهد تقديم أطعمة ومشروبات تزيد بشكل ملحوظ عن حاجة الحضور، فأعلى صور الهدر الغذائي في مجتمعنا مبنية على التباهي، لاسيما في الولائم والحفلات وغيرها من المناسبات الاجتماعية والدينية». لمحات عن الهدر العالمي للطعام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فاو صرحت بأن العالم يهدر 1.3 مليار طن من الغذاء ‏سنوياً.‏‏ وهو ما يعادل ثلث إنتاج الغذاء العالمي تقريبا، ويكفي لإطعام نحو ملياري شخص.‏ في حين تؤكد منظمة الأمم المتحدة، بأن عدد الجوعى في العالم وصل إلى 815 مليونا. وتوضح أرقام استعرضتها دورية «إنفايرمنتال ريسيرش ليترز»، المعنية بشؤون البيئة في العام 2015، أن «الاتحاد الأوروبي يهدر نحو 22 مليون طن من الطعام كل عام، وأن بريطانيا هي الأسوأ على الإطلاق». أما الفرنسي الواحد فيتخلص من كمية أطعمة تتراوح بين 20 إلى 30 كيلو سنويًا، وهو ما تُقدر قيمته ما بين 13 إلى 22 مليار دولار سنويًا، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يهدر ما نسبته 30 في المائة من الغذاء سنويًا أي ما يصل قيمته إلى 48 مليار دولار، وفي إيطاليا يهدر 8.8 مليون طن من الغذاء. أما في أسبانيا، فيصل حجم الهدر الغذائي إلى 7.6 مليون طن سنويًا. وعلى الصعيد العربي، فقد تظهر الاحصاءات التي أعدتها الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، أن «المواطن السعودي يهدر سنويًا 427 كيلوجرام من الطعام»؛ إذ تجاوز مستوى الهدر في السعودية ضعف المعدّل العالمي. ووفقاً لتقرير صدر عام 2009 عن مركز إدارة النفايات أبوظبي، تشكّل فضلات الطعام 34 من مجموع النفايات في دولة الإمارات، ونحو 500 طن من الطعام يتم التخلص منها خلال شهر رمضان وحده، ويتم التخلص من هذه النفايات بنقلها إلى مكبات النفايات، الأمر الذي يزيد من معدلات الانبعاثات الكربونية، ويتسبب بالتالي في تفاقم ظاهرة التغير المناخي. ---------------------------------- تقارير المحرر : مشاهدات : 1959 أضيف : 2018/06/04 - 2:50 PM تحديث : 2024/03/29 - 1:16 PM https://www.economy-news.net/content.php?id=12554 ---------------------------------- وكالة الإقتصاد نيوز Economy-News.Net