الاسواق المحلية تنتعش بالتزامن مع قرب حلول رمضان المبارك


الاقتصاد نيوز ـ بغداد

تشهد الأسواق المحلية، اقبالا كبيرا من قبل المواطنين، خلال الأيام الحالية بسبب قرب حلول شهر رمضان المبارك، بالرغم من الازمة الاقتصادية التي ضربت البلاد في العام 2014 وقللت الانفاق العام بنسبة كبيرة جدا وصلت إلى أكثر من النصف.

ويبلغ حجم انفاق العائلة خلال الأشهر العادية بين 500 ألف إلى 1.5 مليون دينار، ويؤكد الاقتصاديون ارتفاع حجم الانفاق خلال الشهر الفضيل إلى أكثر من 750 ألف دينار لكل عائلة بسبب القدسية التي يتمتع بها شهر رمضان لدى عامة الناس.

ويعتمد العراق على السلع التي يستوردها بشكل أساسي نتيجة ضعف الصناعة، وتقدر الاستيرادات السنوية أكثر من 35 مليار دولار من بينها 10 مليار دولار مواد غذائية ومشروبات.

وخلال جولة لـ"الاقتصاد نيوز" في أسواق بغداد، شاهدت زيادة الناس المتبضعين للمواد الغذائية مع ارتفاع طفيف في البضائع الرئيسية مثل الرز والطحين والزيوت النباتية.

تحدث علي أحمد، 35 عاماً، عن انفاق عائلته لاستقبال شهر رمضان المبارك، في ظل أزمة مالية تشهدها البلاد منذ العام 2014 نتيجة الاقتصاد الاحادي للاقتصاد واعتماده بشكل شبه كلي على النفط الذي انخفضت أسعاره بالرغم من التعافي الأخير، إن "تسوقت أمس جميع الاحتياجات الرئيسية لغذاء عائلتي خلال شهر رمضان المبارك، بالرغم من المعاناة الكبيرة التي نعيشها بسبب ضعف الحركة التجارية".

يعمل أحمد، سائق أجرة، يتجول في شوارع العاصمة بغداد أكثر من 12 ساعة للحصول على مبلغ قدره ب 40 ألف يوميا، ويعيل عائلة متكونة من 15 شخصا معظمهم طلاب، وأضاف أن "معظم البضائع ارتفعت خلال الأيام الحالية بسبب الطلب الكبير عليها من قبل الناس، وبالتالي لا يمكن للفقراء أن يشتروا ربعها في ظل هذه الأسعار".

وبين أن "الدولة العراقية عليها أن تقوم بتوزيع المواد الأساسية مثل العدس والرز وغيرها قبل حلول شهر رمضان المبارك مثلما كانت تفعل في السنوات قبل العام 2003 مما اصبح الفقراء يعتمدون على البطاقة التموينية".

توقع مختصون، اقبال كبير على اللحوم الحمراء والبيضاء خلال شهر رمضان الفضيل، بسبب احتياجات الجسم لطاقة كبيرة يفقدها خلال فترة الصيام التي تقدر أكثر من 15 ساعة، ويعوضها عبر البروتينات والحديد والامونيا وغيرها الموجودة في اللحوم.

وتحدث ابو سيف القصاب، وهو صاحب محل لبيع اللحوم في منطقة الكسرة شمالي بغداد، لـ"الاقتصاد نيوز"، " نتوقع إقبال كبير على اللحوم خلال شهر رمضان، لان العوائل تبدأ بإعداد الاكلات المنزلية المشهورة خلال شهر رمضان المبارك مثل الكبة والبورك والهامبركر وغيرها من الاكلات التي تزخر بها المائدة العراقية".

ولفت ابو سيف، أن نسبة مبيعات اللحوم خلال شهر رمضان مقارنة مع بقية الاشهر ترتفع الى ما يقارب الضعف.

وبشأن تغير الاسعار أكد القصاب "أنها ثابتة خلال الشهر عند الـ15 ألف دينار لكل كغم لحم غنم عراقي".

بالمقابل ينتظر اصحاب المطاعم التعليمات المحتملة من الجهات الحكومية التي تقضي بإجبارهم على وضع ستار أبيض "لإخفاء ما يقدموه" وذلك ما يندرج تحت طائلة "منع المجاهرة بالطعام".

الخبير الاقتصادي، باسم انطوان، قال في حديث لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "تحسن الوضع الامني واستقراره في العاصمة بغداد ادى لزيادة حركة الاسواق المحلية وانعشها".

وأضاف أن العائلات تصرف أموالها خلال شهر رمضان بأريحية كونها تحصل في نهاية المطاف على بضائع جيدة، مؤكداً على ضرورة اعتماد الحكومة على خبراء اقتصاد لتحقيق انفتاح السوق وانعاشه.

وتابع انطوان، أن المواطن يشتري في شهر رمضان ما لا يشتريه في بقية أشهر السنة لأنه يدخر خلالها مبالغ ما تكفيه لذلك.

وأكد أن "نسب تأثر اصحاب المطاعم ستكون قليلة لان تشدد الجهات الحكومية سيكون بدرجة قليلة أيضاً"، لافتاً الى ان أصحاب المطاعم سيمكنهم تعويض خسائر وجبات الغداء بالاعتماد على وجبات الفطور الرمضاني.

 


مشاهدات 1939
أضيف 2018/05/15 - 10:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 4445 الشهر 65535 الكلي 7521337
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/3/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير