الاقتصاد نيوز ـ بغداد:

ترغب الحكومة العراقية، بالحصول على 85 مليار دولار من 70 دولة ستشارك بمؤتمر إعادة أعمار العراق الذي سيعقد في الكويت في الثاني عشر من شباط الحالي، من خلال قروض ومنح واستثمارات تمنحها عدد من الدول الأجنبية والعربية.

وقال مصدر في الحكومة العراقية، فضل عدم الكشف عن أسمه لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "مؤتمر الكويت ليس فقط لإعمار المناطق المحررة وإنما اختص بإعمار المحافظات العراقية بالكامل"، مشيرا إلى أن "تحول المؤتمر إلى أعمار جميع المحافظات بسبب الضغط الذي مارسته الامم المتحدة على الحكومة العراقية لان محافظات الجنوب وتحديدا البصرة وذي قار والمثنى تشهد واقعا مأساويا".

العبادي الذي ستنتهي ولايته هذا العام، يأمل أن يترك السلطة وقد حقق نجاحا عبر جلب المستثمرين الأجانب والعرب إلى العراق والبدء بمشاريع عمرانية وصناعية وخدمية وإزالة الصورة السوداوية التي تعم حياة العراقيين بعد العام 2003.

المسؤول عن الوفد العراقي في مؤتمر الكويت ستكون هيئة الاستثمار الوطنية التي يشرح رئيسها تفاصيل المؤتمر قائلا لـ "الاقتصاد نيوز"، إن "اليوم الاول لمؤتمر الكويت خاص بالمنظمات التي ستقوم بتخفيف الوضع الإنساني في العراق بينما اليوم الثاني سيكون للشركات بتنظيم مشترك مع غرفة تجارة وصناعة الكويت والبنك الدولي والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية واليوم الأخير مخصص لرؤساء الدول".

وأكد أن "المشاريع في المناطق المحررة ستكون جزء من المشاريع التي ستطرح لإعمار العراق، وهي لا تختص بقطاع واحد وإنما بالقطاعات المهمة مثل الزراعة والصناعة وغيرها"، موضحا أن "هناك تفاؤل كبير بمؤتمر الكويت الذي سيساهم بشكل أساسي بإعادة اعمار العراق".

الرغبة العراقية أن يتحول التحالف العسكري الدولي إلى تحالف مالي دولي يشارك في اعمار المناطق المحررة والمساهمة في إعادة الاستقرار إليها، مع رفض العديد من النازحين العودة إلى مناطقهم بسبب عدم وجود بيئة تستقطبهم بعد تهديم منازلهم.

المستشار المالي لرئيس الحكومة، مظهر محمد صالح، رأى بأن مؤتمر الكويت سيشكل تحالف مالي دولي لإعمار العراق، مشابه للتحالف العسكري الدولي الذي نفذ ضربات جوية ضد تنظيم داعش وساهم بسحقه وطرده من الأراضي العراقية.

وقال صالح لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "العراق يحتاج اليوم إلى العالم، لأنه ابعد الخطر عنهم عبر انهاء تنظيم داعش الإرهابي في أرضه ومنعه من التمدد إلى الدول الأخرى، لذلك فعلى التحالف العسكري أن يتحول إلى تحالف مالي لدعم عملية اعمار العراق".

وأكد أن "مؤتمر الكويت هدفه جلب المستثمرين إلى العراق عبر انشاء مشاريع تطور البنى التحتية للاقتصاد العراقي الامر الذي سينعكس إيجابا على حياة الناس"، لافتا إلى أن "القطاع الخاص العراقي يجب أن يكون له دور في هذا الجانب".

المحافظات التي تضررت من تنظيم داعش ودمرت بناها التحتية تنظر إلى مؤتمر الكويت كأنه المنقذ لإنهاء معاناتها، وعودة أهلها من الخيم.

وقال عضو مجلس محافظة الانبار، عذال الفهداوي، لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "محافظة الانبار نسبة الدمار فيها 80٪ واعلن مجلس النواب أنها محافظة منكوبة بينما الحكومة لم تخصص الاموال لإعادة اعمارها وبالتالي فهي بحاجة إلى 20 عاما لبناء 25٪ من المحافظة".

وتابع أن "خلال العام 2018 على الحكومة أن تخصص مليار دولار لاعمار 60 الف منزل دمرت بالكامل والمستشفيات والمدارس والبنى التحتية الخاصة بالمياه والمجاري"، مؤكدا أن الفرص الاستثمارية التي طرحتها الحكومة لإعمار الانبار ضعيفة جدا ولا تواكب حجم الدمار.

وبين أن الانبار ستعتمد على المنح المالية التي ستخصصها دول صديقة مثل قطر والسعودية والكويت في المؤتمر لأنها تحولت إلى أفقر محافظة بالعراق.

بينما حذر الخبير الاقتصادي، سلام عادل، من الكارثة التي ستحل بالعراق خلال مؤتمر الكويت لأنها ستزيد من الديون البالغة حاليا 123 مليار دولار.

وقال عادل لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "مؤتمر الكويت سيزيد من متاعب العراق لان الحكومة ستمنح تسهيلات كبيرة على حساب سيادة العراق مثلما يحدث حاليا مع الشركات النفطية العالمية التي تعمل في جنوب العراق"، مشيرا إلى أن "القروض التي سيحصل عليها العراق في مؤتمر الكويت ستزيد من حجم القروض البالغة حاليا 123 مليار دولار والتي تجاوزت الخط الأحمر اذ تبلغ أكثر من 60٪ من الناتج المحلي الإجمالي".

ولفت إلى أن "رئيس الحكومة حيدر العبادي أعلن مؤخرا أن الشركات العالمية تشتكي اليوم من البيروقراطية والفساد المستشري في مفاصل الدولة مما لا يشجعها على الدخول إلى العراق وهذا يعني أن العراق عليه أن يقدم تنازلات كبيرة قد تهدد أمنه وسيادته لعمل هذه الشركات".